يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران في ثاني زيارة خارجية له بعد شن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير. ويلتقي بوتين بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وتحظى زيارة بوتين لطهران بمراقبة عن كثب، إذ أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا تشكيل سوق النفط العالمية كما حذرت واشنطن من خطة طهران لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة. وتنفي طهران بيع طائرات مسيرة لموسكو لاستخدامها في أوكرانيا. وبعد أن شجعتها أسعار النفط المرتفعة بسبب حرب أوكرانيا، تراهن طهران على أنها قد تضغط بدعم من موسكو على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وبموجب الاتفاق، قلصت طهران أنشطتها النووية الحساسة مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاقية في 2018 وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران. وبعدها بعام، بدأت طهران في انتهاك قيود الاتفاق النووي. وتعثرت المحادثات غير المباشرة التي استمرت نحو عام بين طهرانوواشنطن في فيينا في مارس، مع تشكيك إيران في عزم الولاياتالمتحدة على استئناف العمل بالاتفاق، في حين دعت واشنطن بدورها طهران للتخلي عن مطالبها الإضافية. لكن موسكووطهران، وكلاهما يخضعان للعقوبات الأمريكية، بينهما مصالح متداخلة، فلطالما اعتمدت إيران، التي يعاني قطاعها النفطي منذ سنوات في ظل العقوبات الأمريكية، على مشتريات النفط الصينية لإبقاء الاقتصاد قائما. ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا، استحوذت موسكو على سوق النفط الإيراني في آسيا. وفي ماي الماضي، أفادت وكالة رويترز أن صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين تراجعت بشكل حاد إذ فضلت بكين النفط الروسي ذي الخصومات الكبيرة، تاركة ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر في آسيا وتبحث عن مشترين.