ووري الثرى بالمقبرة اليهودية بحي إحشاش القديم سيمون ليفي رئيس الطائفة اليهودية بأكادير، ورجل الأعمال والمستشار البرلماني السابق، والعضو الجماعي الأسبق بجماعة أكادير الترابية عن سن يناهز 82 عاما، بحضور أبنائه ولفيف من أعضاء الطائفة اليهودية بسوس ومراكش والدار البيضاء والرباط، إلى جانب ثلة من أصدقاء الفقيد من المسلمين بأكادير، في مراسيم أقيمت مساء الأحد فاتح ماي الجاري بالمقبرة ذاتها، وفي بيته ليلة اليوم نفسه. وفي شهادات حول الفقيد سيمون ليفي، قال سعيد ضور رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات لسوس ماسة، وأحد أصدقاء الراحل الذي عاصره واشتغل معه جنيا إلى جنب، سواء في المهام الانتدابية في تاريخ الجماعة الترابية لأكادير أو من خلال مهمات غرفة التجارة والصناعة والخدمات، حيث كانا معا في حزب سياسي واحد (الاتحاد الدستوري)، أنه كان صديقا للفقراء، يواسيهم، ويخدمهم، بل إنه بمناسبة عيد الأضحى يوزع على مستخدميه في مقاولته نحو 3000 رأس من الأغنام مجانا". وأوضح ضور، في تصريح لموقع "لكم"، أن إنسانية سيمون ليفي وطيبوبته، جعلت عطاءه لا ينضب، حيث أنه في مشاريعه لتزويد الساكنة بالكهرباء، كان يتطوع أكثر، ويجود بدعمه المالي، وبتأمين تجهيزات أكثر من المطلوب، حتى أن من عاشروه وعايشوه، يقرون بذلك، وبنبل عطاءه من أجل خدمة عدد من المواقع، خاصة ساكنة القرى في مناطق سوس ، وغريها من مناطق المغرب". من جانب آخر، قال محمد باجلات، رئيس جمعية "إيزوران" (الجذور بالأمازيغية) بأكادير، وصديق الراحل وأبناءه، إن سيمون ليفي، المزداد عام 1939 بمدينة الصويرة، كان شغوفًا بأكادير منذ مشاركته كمتطوع في عمليات الإغاثة خلال زلزال أكادير في فبراير عام 1960، وبحكم أعماله وتطوعه الخيري كان يلقب ب"صديق الفقراء". وأوضح باجلات، الذي حضر مراسيم دفن الراحل بالمقبرة اليهودية بحي إحشاشا القديم، في تصريح لموقع "لكم"، إن الراحل حصل على شهادته تقنيا في الكهرباء من المدرسة الصناعية بالدار البيضاء، ليصير حينها إطارا في بريد المغرب (PTT)، غير أنه سرعان ما بنى هذا الرجل المثابر والجريء، شركته الخاصة التي تطورت وأصبحت رائدة في جنوب المغرب في مجال التجهيز والمعدات الكهربائية، وشغلت آلاف العمال، من شباب المنطقة. كما قدم عدد من أعضاء الطائفة اليهودية بأكادير ومراكش والدار البيضاء شهادات في حق الراحل سيمون ليفي، الإنسان الذي خدم بلده المغرب بمشاريعه وعلاقاته وطيبوبته التي يشهد بها الجميع، حيث وفر فرص الشغل والاستمار، وساهم في مشاريع تنموية كان لها الصدى في مناطق سوس ماسة، وفي عدد من أرجاء بلاد المغرب، وأخلف أبناء وذرية وأحفادا، ساروا على نهجه في البذل والعطاء والتميز والتفرد. وفي مسار الراحل سيمون ليفي السياسي، انتخب عام 1992 مستشارًا جماعيا لبلدية أكادير آنذاك، ثم أعيد انتخابه في يونيو 1997 لشغل نفس المهمة باسم حزب الاتحاد الدستوري، لينتخب فيما عضوا بمجلس المستشارين في دجنبر من نفس العام ممثلا لنفس التنظيم السياسي. وبحسب باجلات، شكل الراحل سيمون ليفي حالة مثلى للتعايش المغربي بين مختلف مكوناته، إذ يجسد هذه الخصوصية اليهودية المحلية الوفية لملكها والمعتزة ببلدها المغرب، ويعكس صورة ذاك الآزوري الغيور الذي خدم مدينته أكادير باستمرار، وبإخلاص وبحماسة، حيث ستبقى مداخلاته الاحتجاجية، بعفويتها وصدقها، إلى الأبد بصمات على مدى ارتباط هذا الرجل (أركاز بالأمازيغية) بالأرض التي أعطته كل شيء وستضمه إلى الأبد، وفق تعبير باجلات. يشار إلى أن الراحل سيمون ليفي أنجب مع زوجته دينيس لوك، أكاديرية الولادة، أربعة أبناء، وهم على التوالي: هيرفي، وآري، ومورييل، وديفيد وهؤلاء وهبوه أحفادا فيما بعد، جميعهم حضروا مراسيم دفن الوالد والجد.