قتل شخصان على الأقلّ وأصيب 16 آخرون بجروح في هجوم مسلّح جديد وقع مساء الخميس في قلب تلّ أبيب، في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات مميتة للمقاومة الفلسطينية هزت قلب إسرائيل. وأعلن المتحدث باسم "نجمة داود الحمراء" للإسعاف زكي هيلر مقتل شخصين ونقل 16 شخصاً إلى المستشفيات إثر الهجوم الذي وقع في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب ونفّذه بحسب الشرطة مسلّح لاذ بالفرار. وقال رون هولداي رئيس بلدية تل أبيب إن إطلاق النار، الذي وقع مع بدء عطلة نهاية الأسبوع في إسرائيل، يُشتبه بأن منفذه مهاجم عربي له دوافع "قومية" دخل الحانة وأطلق الرصاص. وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة. وهرع عدد كبير من رجال خدمات الطواريء إلى موقع الهجوم وطلبت الشرطة، التي تطارد المهاجم، من السكان البقاء في منازلهم. وأظهرت لقطات تلفزيونية رجال شرطة مسلحين يركضون في شارع ديزينجوف، وهو شارع تجاري رئيسي مزدحم بالمتاجر والحانات والمطاعم، وشوارع جانبية أخرى، في محاولة لتعقب المهاجم. وسلطت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة الضوء على الشوارع وهي تحوم فوق المنطقة. وقبل إطلاق النار يوم الخميس ، قُتل 11 شخصًا على أيدي مهاجمين عرب في إسرائيل خلال الشهر الماضي ، في أكبر زيادة منذ سنوات. والأسبوع الفائت، أطلق فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة النار من سيارته على جمع في بني براك، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم أوكرانيان وشرطي من عرب اسرائيل. وقبل بضعة أيام من ذلك الهجوم، قتل شرطيان أحدهما شابه فرنسية اسرائيلية في اطلاق نار تبنته حركة الجهاد الاسلامي في الخضيرة (شمال). وفي 22 مارس في بئر السبع في صحراء النقب (جنوب)، قتل أربعة اسرائيليين في هجوم طعنا وصدما نفذه مدرس حكم العام 2016 بالسجن أربعة أعوام لنيته التوجه إلى سوريا بهدف القتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية. في أعقاب تلك الهجمات، اعتقل الجيش والشرطة وأجهزة الأمن الداخلي الإسرائيلية عشرات المشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية في إسرائيل، وعززت عملياتها في الضفة الغربيةالمحتلة، لا سيما في جنين شمال الضفة مسقط رأس منفّذ هجوم بني براك. وقُتل ما لا يقلّ عن ثلاثة أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي، ثاني أكبر حركة إسلامية فلسطينية مسلحة بعد حماس، الأسبوع الماضي خلال تبادل لإطلاق النار على صلة بعمليات القوات الإسرائيلية في جنين. ومساء الخميس باركت حركة حماس في بيان "العملية البطولية" في تل أبيب والتي اعتبرتها "ردّاً طبيعياً ومشروعاً على تصعيد الاحتلال جرائمه". بدوره بارك القيادي في حركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة "العملية النوعية" التي اعتبر أنها "تحمل رسائل للعدو الصهيوني… أن المقاومة تستطيع أن تخترق المنظومة الأمنية". ويأتي الهجوم الذي وقع في وسط تل أبيب في وقت تستعدّ فيه قوات الشرطة الإسرائيلية لإعلان حالة تأهب قصوى عشية صلاة الجمعة الأولى في المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان. وأدّت اشتباكات دارت العام الماضي بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على هامش مسيرات كبرى خلال رمضان في القدس الشرقية المحتلة إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.