قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن مدريد تدعم جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من أجل إنهاء الصراع في الصحراء الذي استمر لفترة طويلة والذي يجب إيجاد حل له. وأكد الوزير في حوار صحافي أن إسبانيا ستظل دائمًا مع إيجاد حل من بين الخيارات المختلفة التي أقرتها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بإيجاد حل سياسي مقبول للطرفين، مضيفا "لا يمكننا الاستمرار في هذا الصراع المفتوح لعقود أخرى". وحول ما إذا كانت إسبانيا تدعم أحد الحلول لقضية الصحراء، قال الوزير "لا أريد أن أتحدث نيابة عن الأطراف. لكن من الواضح أن هناك مقترحات ذات مصداقية، ويجب على الأطراف أن تقرر، و إسبانيا تؤيد حلا في إطار الأممالمتحدة". وبخصوص التوتر بين الجزائر والمغرب، أشار ألباريس إلى عدم إمكانية التحدث باسم دولتين تتمتعان بالسيادة وتتخذان قراراتهما بسيادة، مبرزا في ذات الوقت كون البلدين شريكين استراتيجيين لإسبانيا من الدرجة الأولى، "ونريد أن يعيش جيراننا في سلام وانسجام". ونفى الوزير الإسباني أن يكون موضوع نقل الغاز الجزائري لإسبانيا سببا في عدم عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، مضيفا "قرارات تعيين وعودة السفراء مستقلة لكل دولة.. وأنا ارغب في عودة السفيرة"، و"إمدادات الغاز الجزائرية مضمونة بالكامل، وفي المحادثات التي أجريتها مع شركات الغاز الإسبانية أكدوا ذلك، لم يحدث في أي وقت من الأوقات نقص في الغاز ولن يحدث". وبخصوص العلاقات المغربية الإسبانية، فقد أبرز الوزير أن هناك عملا من أجل بناء علاقة القرن الحادي والعشرين والتطلع إلى المستقبل، مشيرا إلى أن العلاقة بين إسبانيا والمغرب هي علاقة غنية، مع شبكة من المصالح والجوانب المختلفة التي يتعين تعزيزها. وذكر ألباريس أنه في تواصل مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وقال "ربما يكون وزير الخارجية في العالم الذي أجري معه أكبر عدد من المحادثات والاتصالات". ألباريس الذي سبق أن أشار إلى أن التعاون المغربي في مجال الهجرة غير النظامية ليس مرضيا، عاد وأشاد بدور المغرب في توجيه تدفقات الهجرة، لافتا إلى أنه فقط في فترة رأس السنة، خلال حوالي 15 يومًا، مُنع أكثر من 1000 شخص من القفز فوق أسوار سبتة ومليلية، وسيكون من الصعب للغاية تحقيق ذلك بدون تعاون المغرب وهذا ما يجعله شريكًا استراتيجيًا لإسبانيا وأيضًا لأوروبا، وأضاف "من الواضح أنني لست راضيًا عن ذلك، لكني أريد أن أذهب إلى أبعد من ذلك". وأكد الوزير على ضرورة الاستمرار في المضي قدمًا لإقامة علاقة القرن 21 مع المغرب، مضيفا أنه يتعين على كلا الطرفين تجنب أي نوع من الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تزعزع ثقة الطرف الآخر. وخلص إلى التأكيد على أنه عاجلاً وليس آجلاً سيتم اتخاذ خطوات لتوطيد علاقة القرن الحادي والعشرين تلك، مضيفا "تستغرق الدبلوماسية وقتًا وأحيانًا تتطلب صبرًا، لكنها تؤتي ثمارها دائمًا".