قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن دعوته إلى الهدوء في ممارسة المعارضة هدفها هو التميز، وعدم الانضمام إلى "الجوقة" التي انقلبت بين عشية وضحاها من مؤيدة إلى منتقدة. واعتبر بنكيران في كلمة له خلال انعقاد اجتماع الأمانة العامة للبيجيدي أن هذه الدعوة هي كذلك نقطة نظام تدعو إلى الكف عن اللعب بمصالح البلاد والعباد. كما أشار إلى أن توجيهه يهدف إلى أن يكون الحزب متميزا عن هذه الممارسات من خلال معارضة وطنية معقولة بهدوء وتؤدة، بوصلتها الرئيسية خدمة مصلحة الوطن والمواطن وتحصين الاختيار الديمقراطي وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية إلى جانب كافة الشرفاء من مختلف التيارات الوطنية الديموقراطية. وبخصوص نتائج الانتخابات الأخيرة، لفت بنكيران إلى أنه وبغض النظر عن أسبابها الذاتية والموضوعية، فلا ينبغي أن تكون عائقا أمام الحزب ليقوم بوظائفه الأساسية، وبلورة الأفكار والأطروحات المناسبة للإجابة على التحديات التي يعرفها المغرب. وأكد على ضرورة التوقف عند المسار الديمقراطي، وفي حال كان هناك شيء ليس على ما يرام، ينبغي التنبيه له واتخاذ الموقف الصحيح الذي يجب اتخاذه، بغض النظر عن نتائج الانتخابات وحتى قبل وقوعها. وذكّر بنكيران بالمبادئ التي قام عليها حزبه، والمتمثلة في المرجعية الإسلامية، والدور المحوري للمؤسسة الملكية، والتي جعلت منه حزبا وطنيا حقيقيا، يتمتع بمكانة معنوية وسياسية محترمة، حسب تعبيره. ومن جهتها، أكدت الأمانة العامة للبيجيدي على أن الموقع الطبيعي للحزب في هذه المرحلة هو القيام بالمعارضة القوية والبناءة والمسؤولة التي تسهم في تقوية المؤسسات والدفاع عن المواطنين وتحصين الاختيار الديموقراطي ببلادنا، وتتخذ المواقف المنسجمة مع الرسالة الإصلاحية للحزب، وهي معارضة وطنية مستقلة في اختياراتها ولا يمكن أن تكون جزءا من أي أجندات أخرى.