تسير العلاقات بين المغرب وإسبانيا في اتجاه تبديد الخلافات التي طبعتها على مدى أربعة أشهر، وتجاوز الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين، في اتجاه بناء علاقات جديدة بين الجانبين. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "الإسبانيول" أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يستعد لزيارة المغرب في غضون الأسابيع المقبلة، بعدما أعطى الملك محمد السادس الأمر بالتحضير لاستقباله. كما أكدت مصادر صحفية أن المغرب يستعد خلال الأيام المقبلة إلى إعادة سفيرته إلى إسبانيا، بعدما استدعاها للتشاور في 18 ماي الماضي، عقب التوتر الذي عرفته العلاقات الثنائية، مع إمكانية تغيير السفيرة كريمة بنيعيش في سياق بدء علاقات جديدة بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة بعد تحسن العلاقات بين الرباط ومدريد، على إثر الأزمة الدبلوماسية التي نتجت عن استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو في أبريل الماضي. وكان الملك محمد السادس قد أكد في خطاب ثورة الملك والشعب أن الأزمة غير المسبوقة التي مرت بها العلاقات بين البلدين مكنت من الاشتغال مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، مضيفا "لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات". وأشار الخطاب إلى تطلع المغرب لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات. ومن جهته، رحب سانشيز بالخطاب الملكي، واعتبره فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام والثقة والتعاون، باعتبار المغرب حليفا استراتيجيا لمدريد. ويشار إلى أن اجتماعا رفيع المستوى بين رئيس الحكومة المغربية ونظيره الإسباني كان من المرتقب تنظيمه في دجنبر الماضي أجل بمبرر الحالة الوبائية، قبل أن يؤجل مرة أخرى في فبراير المنصرم، لذات السبب، وهو ما اعتبره مراقبون مبررا واهيا، وأن السبب وراء تأجيل الاجتماع هو وجود خلافات بين البلدين.