تساءل عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" إن كانت الحصيلة التي قدمها سعد الدين العثماني تهم الحكومة بأكملها أو حصيلة حزب واحد. واستغرب وهبي من غياب أهم وزراء الحكومة خلال الجلسة المخصصة لعرض رئيس الحكومة لحصيلتها، مؤكدا أن "البام" سعى طوال فترة تواجده في المعارضة إلى الدفع بتطوير الأوضاع العامة خدمة للوطن والمواطنين، عبر تنبيه الحكومة عندما يكون هناك ما يستدعي التنبيه أو الرفض متى كان ذلك ضروريا، أو حتى الدعم متى كانت سياسة الحكومة منسجمة مع تطلعات المواطنين. وأضاف في جلسة مناقشة حصيلة الحكومة، بمجلس النواب، اليوم الاثنين، " هذا يعني أننا نتبى الموضوعية ولا نبني المعارضة على أسس إيوديولوجية، بل على أساس سياسية ترتبط عضويا بالاختيارات الحكومية على مستوى السياسات العمومية". وعبر وهبي عن رفضه لأي مصادرة للنقاش عبر تهريبه نحو متاهات إيديولوجية أو سياسية شعبوية سواء من طرف الأغلبية أو المعارضة. وأشار أن المغرب يعيش وضعية يشترك فيها العالم بأسره، مضيفا " لكننا لن نسمح بتحويل هذه الأزمة المستجدة لغطاء لإخفاء أزمات كانت قائمة قبل الجائحة، بل إن وضعنا الحالي كان بإمكانه أن يكون أفضل لو كانت عندنا مناعة أكبر للتعامل مع الجائحة". وأكد أنه لا ينبغي الركوب على الجائحة لتبرير الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية، حيث عرت الأزمة عدة مشاكل أهما حجم القطاع غير المهيكل وفشل مجموعة من البرامج الاجتماعية، وغياب الحماية الاجتماعية لفئة واسعة من المواطنين، وفقدان الكثير من الشباب ومعيلي الأسر لمصادر دخلهم. وشدد على أن التفاوتات الاجتماعية تفاقمت بشكل غير مسبوق في المغرب، مع تسجيل الاقتصاد المغربي لمعدلات نمو جد ضعيفة، وتركيز صناعي في قطاعات عبرت عن محدوديتها سواء فيما يتعلق بخلق مناصب الشغل أو فيما يخص القيمة المضافة ومعدل الإدماج. وأبرز أن القطاع الفلاحي لازال رهينا لرحمة التساقطات المطرية، في وقت تسجل فيه البطالة والمديونية ارتفاعا مستمرا، إلى جانب التفاقم الذي يعرفه ميزان الأداءات، وثلثي المغاربة يعيشون من القطاع غير المهيكل. وأوضح أنه ما يدعو للاستغراب خلال هذه الولاية الحكومية هو الصراعات بين أطرافها، أقل ما يمكن أن تصوف بها هو الاستهتار بمشاعر المغاربة وعدم الاهتمام بأوضاهم التي تزداد سوءا مع جائحة كورونا، وآخرها الصراعات حول النقاشات الانتخابية التي لا ترقى لمستوى انتظارات المغاربة. وأضاف " عشنا عشر سنوات من التدبير الحكومي في ظل الرعب والخوف من شبح العودة لسنوات التقويم الهيكلي في ظل الاعتماد على الحلول السهلة في التمويل، واللجوء إلى الاستدانة وتكبيل الأجيال المقبلة بسلاسل الديون وإملاءات الدائنين". وأكد أن المغرب عاش عشر سنوات من التدبير الحكومي ومن الضجيج الغليظ والتهجم الدائم على المعارضة وكأنها هي المسؤولة عن التدبير، وفي النهاية اكتشفنا أن مستشفياتنا لم تصمد أمام بضعة آلاف من المغاربة. وانتقد وهبي من أسماه التباهي بتوطين الشركات الأجنبية التي لم يفد وجودها مطلقا في بناء قاعدة صناعية وطنية مغربية.