بعد أزيد من شهر على عملية الهجرة الجماعية التي نقلت آلاف المغاربة نحو سبتةالمحتلة، ومن بينهم قاصرون، لا تزال الأسر المغربية ترفض استعادة أطفالها من المدينة، وتفضل بقاءهم هناك، للاستفادة من فرص عيش أفضل. ونقلت صحيفة إلباييس، اليوم الخميس، عن أطفال مغاربة بمدينة سبتة أن عائلاتهم تشجعهم على البقاء هناك وعدم العودة إلى المغرب، بسبب ضعف الفرص في بلدهم، وتدعوهم لفعل ما بوسعهم لمنع إعادتهم. وأشارت إلى أن عدم موافقة الأطفال وعائلاتهم، يظل هو أكبر عائق أمام عودة القاصرين، في الوقت الذي فشلت فيه محاولات لم الشمل. وأضافت الصحيفة أنه ومنذ أن استقر الوضع على الحدود، تم إجراء حوالي 12 عملية لم شمل فقط، وجميعها مع أقارب يقيمون في إسبانيا، وليس في المغرب. ويأتي رفض الأسر والأطفال العودة إلى المغرب، في ظل ظروف عيش مزرية يعاني منها القاصرون هناك، سواء في المستودعات أو الشوارع، في الوقت الذي تشكو فيه المدينة قلة الإمكانيات، وهي الظروف التي يفضلها الأطفال على العودة إلى المغرب، ويقول أحدهم "في الليل، عندما نكون في السرير، نبكي ونريد أن نكون مع والدينا، لكننا نريد مستقبلًا، نريد حياة". ويعتبر المدعي العام في المدينةالمحتلة أن حل ملف لم الشمل، يقتضي تسليم القاصرين إلى السلطات المغربية وليس إلى عائلاتهم، رغم أن هذه القضية حساسة وتطرح تحفظات، خاصة وأنه، لحدود اليوم، الحالات القليلة للم الشمل التي حدثت في السنوات الأخيرة كانت تتم دائمًا في الأراضي الإسبانية، وليس المغرب. ومقابل رفض العودة، تعمل السلطات الإسبانية على نقل عدد من الأطفال المغاربة إلى مدن إسبانية أخرى، حيث غادر أمس الأربعاء 33 قاصرا مغربيا في اتجاه إسبانيا، كجزء من 200 طفل تم قبولهم من مدن إسبانية أخرى. وتعد هذه رابع عملية لنقل القاصرين المغاربة من مدينة سبتةالمحتلة إلى مدن إسبانية أخرى، حيث بلغ عددهم إجمالا 65 طفلا. وقد قررت السلطات الإسبانية توزيع القاصرين على مدن مدريد (20)، وغاليسيا (20)، وكاستيا وليون (18)، وكاتالونيا (15)، وكاستيلا لامانشا (14)، وفالنسيا (13)، والأندلس(13)، وجزر البليار (11)، أستورياس (11)، وإكستريمادورا (11)، وأراجون (9)، إقليم الباسك (8)، وكانتابريا (7)، ومورسيا (7)، ونافارا (6)، ولا ريوخا (17). وعلى الجهة المقابلة، تعزو السلطات المغربية بطء بدء عمليات إعادة القاصرين المغاربة العالقين في أوروبا، إلى الإجراءات المعقدة في بعض الدول الأوروبية، والتي التي تجعل من الصعب على الأطفال والمراهقين العودة إلى ديارهم.