فاجأ خالد مشعل رئيس حركة "حماس" في خارج فلسطين، حزب "العدالة والتنمية"، أثناء مشاركته في مهرجان نظمه، يوم الأحد، بتوجيه رسائل مبطنة تنتقد الموقف الرسمي المغربي من التطبيع مع إسرائيل. وقال مشعل، الذي كان يتحدث عبر تقنية الفيديو من مقر إقامته في الدوحة، مخاطبا ممثلين عن حزب "العدالة والتنمية"، من بينهم سعد الدين العثماني، رئيس الحزب ورئيس الحكومة المغربية "لا للعلاقة مع إسرائيل ولا للتطبيع، هذا لا يطعننا في ظهرنا فقط، لا يخذل فلسطينوالقدس والأقصى فقط، والله هذه طعنة في الأمن القومي العربي وطعنة في المصالح العربية والإسلامية، هذا اختراق عميق في كياننا العربي والإسلامي". يذكر أن المغرب طبع علاقاته مع إسرائيل نهاية العام الماضي، وقام بالتوقيع على اتفاقيات التطبيع سعد الدين العثماني، بصفته رئيسا للحكومة وهو في نفس الوقت يشغل منصب الأمين العام لحزبه. وأضاف مشعل موجها كلامه إلى قيادة حزب ّالعدالة والتنمية"، ومن خلالهم إلى المسؤولين المغاربة والشعب المغربي "الكيان الصهيوني عدو وليس صديق، هو أساس المشكلة وليس جزءا من الحل، هذا ليس كيانا طبيعيا في المنطقة حتى نتمحور حوله أو نصنع معه تحالفات.. ضد من؟ تخيل عربي مسلم يتحالف ضد عربي مسلم.. أي عبث! أو أن أحدا يظن أن إسرائيل مصلحة له؟" وزاد مشعل مٌقرعا قيادة "العدالة والتنمية" "أنت تعلم أن هذا الكيان عدو، وهو ما يترتب عليه أن تتعامل معه كعدو. الخير مع القدس والأقصى، والشر مع إسرائيل". وأوضح "من يريد أن ينعم الله عليه، حتى في قضاياه القومية، تريدون الأمن والاستقرار؟ تريدون حل مشاكلكم؟ حلوها من خلال الالتصاق بفلسطينوبالقدس والأقصى وليس من خلال العلاقة مع إسرائيل". ومضى مشعل قائلا في نبرة غير محابية "لا تجربوا المجرب، مصر جربت قبل الجميع فماذا جنت؟ أليست إسرائيل تتآمر اليوم مع إسرائيل في سد النهضة؟ وتتآمر على مصر في محاولة شق قناة بديلة عن قناة السويس؟ لتضرب المصالح والأمن القومي المصري؟ أليست إسرائيل تتآمر على الأردن بالرغم من معاهدة السلام؟ وتحاول أن تنزع منه الوصاية الهاشمية على القدس والأماكن المقدسة؟ ألم يعبثوا بأمننا؟ ألم يستغلوا التطبيع لإفسادنا، بل حتى تخريب اقتصادنا وزراعتنا ولم نجني منهم خيرا حتى المصلحة المادية". وختم مشعل تقريعه لإخوان العثماني قائلا " أتحدى أن تكون هناك مصلحة مادية جنتها دولة عربية أو إسلامية من التطبيع.. بل العكس دفعنا أثمانا من قيمنا وموروثنا ومن الموقف العربي التقليدي التاريخي.. لصالح لا شيء، أوهام.. سراب.."