- أعد كل من مايكل غوردن وإريك شميت تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "المسئولون الأمريكيون يقترحون تبادل بيانات استخباراتية مع الجزائر"، قالا فيه إن السفير الأمريكي لدى الجزائر وكبار مسئولي مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة اقترحوا تقاسم المزيد من المعلومات الاستخباراتية مع قوات الأمن الجزائري لمساعدتهم على مراقبة المسلحين في بلدهم وفي المناطق القريبة من حدودها. ويعكس هذا النهج الدعم المتزايد داخل الإدارة الأمريكية لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً ضد المتطرفين في المنطقة منذ الهجوم الذي وقع على إحدى حقول الغاز الطبيعي الشهر الماضي في شرق الجزائر وأسفر عن سقوط 37 قتيلاً، بما في ذلك 3 أمريكيين، ووجَّه مزيداً من الاهتمام إلى الأنشطة الإرهابية في أفريقيا. ويشير التقرير إلى أن إحدى الخطط تنطوي على تقديم المعلومات التي تجمعها طائرات الاستطلاع الأمريكية إلى القوات الجزائرية لتمكينهم من المشاركة في عمليات داخل الجزائر وربما خارج حدودها أيضاً. وتقوم الولاياتالمتحدة بالفعل بتقديم معلومات استطلاعية للعملية العسكرية التي تقودها القوات الفرنسية في دولة مالي للمساعدة في مكافحة المسلحين هناك الذين استولوا العام الماضي على النصف الشمالي من البلاد. ويقول مسئولو الإدارة الأمريكية إن هنري إنشر، المبعوث الأمريكي إلى الجزائر، حث على وضع ملاحقة الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، العقل المدبر لهجوم محطة الغاز الطبيعي، كأولوية بالنسبة لواشنطن. وتحقيقاً لهذا الهدف، أوصى بأن تخبر الإدارة الأمريكيةالجزائريين بأنهم إذا سمحوا للولايات المتحدة بتحليق طائرات بلا طيار غير مسلحة فوق الحدود الجزائرية وكذلك فوق دولة مالي، فإن الأمريكيين سيتبادلون المعلومات التي يتم جمعها مع الحكومة الجزائرية. ويوضح التقرير أنه كان هناك اتفاق واسع النطاق بين الساسة ومسئولي الاستخبارات في اجتماع لكبار مسئولي الأمن القومي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بشأن ضرورة شن حملة صارمة ضد بلمختار وسائر أعضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولكن لم يتوصلوا على ما يبدو إلى قرار بشأن ما إذا كان ينبغي تقديم اقتراح رسمي للجزائريين. ويشير التقرير إلى أن فكرة اتخاذ تدابير أشد قوة في المنطقة كانت مدعومة خلال الأشهر الماضية من قبل مايكل شيهان، كبير مسئولي مكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع الأمريكية، ودانيال بنيامين الذي كان حتى ديسمبر الماضي كبير مسئولي مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية. وجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة سعت منذ وقت طويل للتعاون مع الجزائر في جهود مكافحة الإرهاب، ومن شأن تبادل المعلومات مع حكومة تحرص بشدة على حماية سيادتها أن يكون خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف. هذا وقد سمحت الجزائر للولايات المتحدة خلال حادثة حصار محطة الغاز الطبيعي في مدينة أميناس بتحليق طائرة استطلاع فوق المنشأة، رغم أنها أصرت على ضرورة انسحاب الطائرة بلا طيار فور انتهاء الهجوم.