دخلت عائلتا الصحافيين المعتقلين عمر الراضي وسليمان الريسوني، صباح اليوم الاثنين في اعتصام أمام سجن عكاشة احتجاجا على استمرار الاعتقال الاحتياطي التعسفي للصحافيين ضدا على القانون لأشهر طويلة، وللمطالبة بإطلاق سراحهما. وأبرزت العائلتان في بيان مشترك أن اعتصامهما الذي انطلق في الساعة العاشرة صباحا ويستمر إلى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال، يأتي دقا لناقوس الخطر أمام الوضع الصحي الخطير للمعتقلين. وسجلت العائلتان أن مدة السجن الاحتياطي التي قاربت السنة للريسوني ومستمرة منذ أشهر طويلة للراضي تذوق خلالها الصحافيان والعائلات مرارة انتهاك حقوقهم والإمعان في الانتقام الممنهج منهم، وحرمانهم من شروط محاكمة عادلة في المنسوب إليهم من أفعال مزعومة، في الوقت الذي تواجه فيه حياتهما تهديدا حقيقيا يبدو أن السلطات العمومية تأخذه باستخفاف. ورغم الأمل الذي كانت تحمله العائلتان بتصحيح الخطأ وإطلاق سراح الصحافيين لعدم وجود ما يبرر استمرار سجنهما، ولتوفرهما على جميع ضمانات الحضور والامتثال للإجراءات القضائية الجاري بها العمل، إلا أنهما كانتا تصدمان في كل مرة برفض الملتمسات التي يتقدم بها دفاعهما دون تعليلات. وأكد البيان أن سليمان يستمر اضطرارا في خوض معركة الأمعاء الفارغة المفتوحة، رغم المناشدات، وهو الإضراب المفتوح عن الطعام المستمر منذ 33 يوما، والذي أصبحت آثاره السلبية تتفاقم بشكل كبير، حيث فقد أزيد من 22 كيلوغراما، مع معاناته من نقص في البوتاسيوم وارتفاع حاد في الضغط. وفيما يتعلق بعمر الراضي فقد فقد 17 كيلوغراما مع استفحال أعراض مرض الكرون المزمن الذي يعاني منه، بالإضافة إلى أعراض خطيرة أخرى بفعل الإضراب عن الطعام ما اضطره إلى تعليقه مؤقتا. وتزامنا مع دخولها في الاعتصام، تؤكد العائلتان على إطلاق سراح سليمان الريسوني وعمر الراضي وضمان حقهما الكامل في محاكمة عادلة، محملتين الدولة والأجهزة المسؤولة مسؤولية ما قد يترتب عن استمرار هذا الإضراب عن الطعام بالنسبة للريسوني،وتبعاته بالنسبة إلى عمر. ونبه البيان إلى أن النتائج المأساوية للإضراب بدأت بوادرها بالبروز، مستغربا استمرار سياسة صم الآذان التي تنهجها السلطات المعنية رغم الإجماع الوطني الكبير على ضرورة إنقاذ حياة الصحفيين المضربين عن الطعام، تجنيبا للبلد لفاجعة إنسانية لا قدر الله.