أطلق عمر الحياني المستشار الجماعي المنتمي "لفدرالية اليسار" بمجلس الرباط، تحذيرا حول التشويه الممنهج الذي تتعرض له العاصمة، مشيرا أن شارع محمد الخامس وهو القلب النابض للمدينة وأحد معالمها التاريخية سيغلق لمدة تسعة أشهر من أجل بناء مرآبين تحت أرضيين. وكتب الحياني تدوينة له على صفحته الرسمية بفايسبوك، أشار فيها أن العاصمة الرباط تستغيث فبعد تشويه محطة الرباطالمدينة، و تشويه ساحة مولاي الحسن بالمظلات الحديدية، و تدمير المقهى الأندلسي بقصبة الأوداية و تحويله إلى مقهى دون أدنى جمالية، سيتم إطلاق مشروع جديد لإنجاز مرآبين تحت أرضيين بشارع محمد الخامس. وأشار أن المرآب الأول سيكون بساحة البريد (ما بين مكتب البريد المركزي و بنك المغرب) و الثاني وسط الشارع، ما بين محطة القطار و ساحة مسجد السنة، و لإنجاز المرآبين يلزم إغلاق الشارع مدة 9 أشهر حسب أصحاب المشروع، و هو ما يبدو مستحيلا، علما أن المرآب تحت الأرضي بساحة "مولاي الحسن" استغرق إنجازه ثلاث سنوات. وأكد الحياني أن "فدرالية اليسار" تعارض هذين المرآبين لسبب بسيط هو أن وسط المدينة يتوفر إلى حد الآن على 6 مرائب تحت أرضية (المامونية، ساحة مولاي الحسن، مسرح محمد الخامس، محطة الرباطالمدينة، باب الحد و باب شالة) التي تعتبر جد كافية لحاجيات الزوار و سكان وسط المدينة. وأبرز أن الزيادة من عدد المرائب يتسبب أوتوماتكيا في الزيادة في عدد السيارات المتوجهة إلى وسط المدينة، لأن السائقين واثقون من وجود مكان لركن سياراتهم، و هو ما يتسبب في زيادة الازدحام المروري في الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة (التي لا يمكن توسعتها بالمرة)، مع ما تتسبب فيه من تلوث للهواء و الضجيج و حوادث السير. ولفت إلى أن وسط مدينة الرباط هو ربما من أكثر الأماكن في المغرب توفرا على وسائل النقل الجماعي (القطار، الترامواي، الحافلات)، وكان من الممكن جعلها منطقة بدون سيارات، كما هو عليه الحال في العديد من المدن الأوروبية، مما قد يكسبها جاذبية خاصة، و هو ما ينعكس إيجابيا على الحركة التجارية للمنطقة (عكس ما يروج له البعض) كما بينت ذلك العديد من التجارب الأوروبية. وشدد الحياني على أن نقطة إنشاء هذين المرآبين تم اقتراحها من طرف والي الرباط على مجلس المدينة، لمناقشتها أثناء دورة استثنائية للمجلس في يناير الماضي، وبعدها راسل رئيس المجلس المنتمي لحزب "العدالة و التنمية" الوالي معربا عن رفضه إنجاز المرآبين إلا أن الرئيس و مستشاري البيجيدي غيروا رأيهم بقدرة قادر أثناء جلسة التصويت و صوتوا لصالح المرآبين.. وأضاف الحياني في نفس التدوينة " ابتُلينا مع الأسف، بمسؤولين و منتخبين لا يقرأون و لا يطلعون على آخر التجارب العالمية، و يعيدون تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبتها مدن عديدة عبر العالم في ستينات و سبعينات القرن الماضي، بتشجيعها المفرط للسيارات في وسط المدينة، و ها هي الآن تحاول إصلاح خطأها بتخصيص فضاءات شاسعة بوسط المدن للراجلين، و فرض الأداء على السيارات التي توَد دخول وسط المدينة (لندن و ميلانو و أوسلو مثلا)، و الاستثمار المكثف في وسائل النقل العمومي و ممرات الدراجات، بينما نحن نمشي عكس التيار. يشار أن موضوع المرآبين كان مثار جدل بين عمدة الرباط محمد الصديقي، ووالي جهة الرباطسلاالقنيطرة، حيث بعث الأخير رسالة تحقيرية شديدة اللهجة إلى العمدة، بسبب مشروع المرآبين.