أكد الدكتور جعفر هيكل، أستاذ الطب وعلم الأوبئة، أن القنب الهندي، الذي يتمتع بمنافع علاجية معترف بها بشكل متزايد من قبل الهيئات العلمية الدولية، سيكون مفيدا في علاج العديد من الأمراض. وكشفت العديد من الدراسات أن القنب الهندي مفيد للأشخاص المصابين بأمراض التهابية والذين يعانون من السمنة. وفي هذا السياق، قرر المغرب تقنين الاستخدامات الطبية والصناعية للقنب الهندي. وقال الدكتور هيكل، إن الدراسات أظهرت عند الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء المزمن (مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي)، أن استخدام نبتة القنب الهندي ساهم في تحسين جودة حياة المرضى، وتسجيل زيادة كبيرة في الوزن، علاوة على تحسين المؤشر السريري للنشاط وتخفيف أعراض الإسهال. وقال الأخصائي في الأمراض المعدية والصحة العمومية إن نتائج دراسة أفقية شملت 291 مريضا يعانون من مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، تشير إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى صرحوا باستخدام القنب الهندي لتخفيف آلام البطن وزيادة شهيتهم. وتابع أنه خلافا لمرضى داء كرون، صرحت نسبة أعلى من المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي باستخدام القنب الهندي لتخفيف أعراض الإسهال. وبخصوص الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أشار هيكل إلى أن استخدام القنب الهندي يساهم في تخفيف الوزن وتحسين بعض مؤشرات الاستقلاب، وتنظيم التوازن الطاقي والأيض الغذائي. وأبرز أن مجموعة متزايدة من المعطيات تؤكد أن نظام كانابينويد، (المكون من مستقبلات "رباعي هيدرو كانابينول" (THC)، المادة الفعالة للقنب الهندي) يلعب دورا مهما في تنظيم التوازن الطاقي والأيض الغذائي، على اعتبار أنه يمارس رقابة تنظيمية على كل جانب من جوانب الأيض الغذائي وتخزين السعرات. وفي ما يتعلق بوسائل وطرق الاستخدام، قال الخبير إن الطريقة التي يستخدم بها القنب الهندي يمكن أن يكون لها تأثير على آثاره. وقال إنه للحفاظ على الخصائص العلاجية للنبتة يجب عدم تدخينها بل يجب استهلاكها بشكل مغاير، عن طريق بخاخ الفم أو الاستنشاق أو كبسولات أو تحاميل أو قطرات تحت اللسان أو زيوت أو لصقات..، مشيرا إلى أن التبخير يسمح بالتحكم في الجرعات بشكل أفضل. وخلص الأخصائي إلى أنه "يجب أن نفهم أننا نتحدث عن القنب الهندي للاستعمال العلاجي وليس للاستعمال الترفيهي"، محذرا من أن الاستهلاك غير المقنن وغير المتحكم فيه للقنب الهندي يمكن أن يتسبب في أضرار بالغة للصحة جسديا وعقليا".