أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الجمعة، بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، مضيفا أن بلاده لا ترى أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع السعودية. وأكد تشاووش أوغلو، عدم طرح تركيا ومصر أي شروط مسبقة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، وذلك في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص. وأضاف: "لا يوجد أي شرط مسبق سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حاليا، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئا لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة". وتابع: "تطبيع العلاقات يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق والإقدام على خطوات في تلك المواضيع". ومضى قائلا: "بطبيعة الحال يحدث هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث لدى الطرفين، ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخارطة طريق معينة. وتتواصل المحادثات". وتابع: "لدينا اتصالات مع مصر سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارتي الخارجية. واتصالاتنا على الصعيد الدبلوماسي بدأت". ولفت تشاووش أوغلو أنه سبق والتقى مع نظيره المصري سامح شكري، خلال مشاركتهما في اجتماعات دولية، وأوضح أنهما التقيا في نيويورك قبل عامين. وأكد أن الاتصالات تتم مع الجانب المصري بشكل تدريجي بعيدا عن الشروط المسبقة، وذلك بسبب الانقطاع في العلاقات منذ 2013. وفي دجنبر الماضي أعلن تشاووش أوغلو أن بلاده ومصر "تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية". السعودية والإمارات وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، إن أنقرة لا ترى أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع السعودية، وأنها مستعدة للتجاوب مع أي خطوات ايجابية من الرياضوالإمارات أيضا. وقال: "بالنسبة لنا لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية". وأضاف: "في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل والأمر ذاته ينطبق على الإمارات". ولفت تشاووش أوغلو إلى أن دخول العلاقات بين السعودية والإمارات وقطر مرحلة جديدة (إثر المصالحة الخليجية)، يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين أنقرة من جهة، والرياضوأبوظبي من جهة أخرى. وأضاف: "نرى في الآونة الأخيرة رسائل أكثر إيجابية من أبوظبي، وتراجع الحملات السلبية ضد تركيا". وتابع: "نحن في الأساس ليس لدينا أي مشكلة معهم لكن كانت لديهم مواقف سلبية حيالنا". ولفت إلى أن مواقف الإمارات تجاه تركيا تبدو أكثر اعتدالا في الوقت الراهن. كما أكد عدم وجود أي مشكلة لتركيا مع السعودية على صعيد العلاقات الثنائية، وأن العلاقات كانت على ما يرام قبل حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول. وأشار إلى أن الجانب السعودي هو من جعل من هذه القضية مشكلة على صعيد العلاقات الثنائية. وتابع: "في الواقع لم تكن هذه مسألة ثنائية، بل كانت مسألة البحث عن العدالة من أجل شخص قُتل، وكل ما قلناه هو أن يحاسب القتلة أمام القضاء وأن تتجلى العدالة، وديننا أيضا يأمر بذلك". وأضاف: "في المحصلة هم (السعوديون) حولوا هذا الأمر إلى مسألة ثنائية، ونحن لم نوجه الاتهام لإدارة المملكة العربية السعودية في أي وقت". ولفت إلى أنه أجرى لقاء وديا ومفيدا مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في نوفمبر الماضي في النيجر. وتابع: "اتفقنا على مواصلة الحوار، ونتراسل بين الفينة والأخرى". وأكد استعداد بلاده للتجاوب مع أي خطوات إيجابية لتحسين العلاقات سواء من قبل السعودية أو الإمارات، وأن تركيا لا تسعى للصدام مع أحد.