الكتاني ينتقد موقف اليساريين ويحمل على افتتاحية 'التجديد' قال محمد عبد الرحمن المغراوي، أحد أبرز رموز التيار السلفي في المغرب، إن إعانة فرنسا في حربها على مالي، غير جائز، ودعا حكومات وحكام الدول الإسلامية، بما فيها المغرب، بالتدخل الفوري لإيقاف ما وصفه بالنزيف. وجاء رأي المغراوي في بيان أصدره وتوصل موقع "لكم. كوم" بنسخة منه ورد فيه أنه "لا يجوز الإعانة على هذا المنكر العظيم بل الواجب التدخل لمنعه وإيقافه"، قبل أن يضيف بأن "ومن هذا المنطلق؛ فإننا ندعو حكومات وحكام الدول الإسلامية إلى التدخل الفوري لإيقاف هذا النزيف الذي لا ندري عند أي حد سيتوقف". ويأتي موقف المغراوي وهو "رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش المغرب"، في وقت أعلنت فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المغرب فتح أجوائه للطائرات الحربية الفرنسية، وسبق المغراوي أربعة من رموز ما يوصف في الإعلام المغربي والرسمي ب "السلفية الجهادية"، استنكروا كل منهم على حدة حرب فرنسا على مالي واعتبروها حربا صليبية، ومن بينهم من ذهب إلى تكفير كل متعاون معها من ديار الإسلام والمسلمين. وفي رد غير مباشر على رأي بعض رموز ما يوصف ب "السلفية الجهادية" الذين ذهبوا إلى تكفير الحاكم المتعاون مع المحتل لبلاد المسلمين والمطالبة بخلعه، وصف المغراوي ذلك بأنه ناتج عن "غياب الحكمة عند بعض الإسلاميين الغيورين على دينهم"، وفي تبرير لأصحاب مثل هذا الرأي أضاف المغراوي "في الوقت الذي نحيي في كل مسلم سلوك الغيرة على الدين - ولا خير في من لا يغار على دينه- ؛ لكن ينبغي أن يحاط خلق الغيرة بإطار من الحكمة والبصيرة التي تحمل على التعقل ولزوم الضوابط الشرعية؛ ولا يجوز للمسلم أن يفتح على إخوانه أبواب الفتن والهلاك". من جهة أخرى رد حسن الكتاني، أحد رموز ما يوصف ب "السلفية الجهادية"، على مناصري حرب فرنسا على مالي بالقول بأن "هناك تناقض كبير في الساحة المغربية بشأن الحرب على الشعب المالي الذي ثار ضد الحكومة الفاسدة في بماكو ثم استغل الانقلاب العسكري ضد الحكومة الفاسدة فاستطاع تحرير اغلب البلاد من قبضتها والتحق بالربيع العربي". وأوضح الكتاني على صفحته على الفيسبوك "لان الراية كانت إسلامية واضحة، اجتمع العالم على وأد هذه الحركة التحررية". وأضاف الكتاني مستنكرا سكوت القوى اليسارية على حرب فرنسا على مالي "السؤال للتقدميين المغاربة من اشتراكيين وأمثالهم: كيف تقبلون بتدخل أجنبي سافر ضد قوى وطنية في بلد من العالم الثالث؟ الم ترفضوا التدخل الأمريكي في العراق؟ وفي ليبيا قديما وعددتموه تدخلا في الشؤون الداخلية للغير؟" كما حمل الكتاني على ما جاء في جريدة "التجديد" المقربة من حزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، وكتب على صفحته "أما جريدة "التجديد" فقد فاجأتنا أمس بافتتاحية للكاتب بلال التليدي ينتقدنا فيها من منطلقات غريبة لا علاقة لها بالمرجعية الإسلامية التي نعرفها عن هذه الجريدة، أظن أن الأستاذ التليدي لو ترك الكلام لعلماء حركة الإصلاح والتوحيد الذين نكن لهم الاحترام ونعرف مكانتهم العلمية لكان أفضل من اقتحامه الكلام في مجال هو من اختصاصهم".