توافد عدد كبير من القضاة من مختلف أنحاء المغرب على مدينة خنيفرة مساء يوم الجمعة 18 يناير، للمشاركة في الزيارة التضامنية المنظمة من طرف نادي قضاة المغرب لقضاة المحكمة الإبتدائية بخنيفرة على إثر الأحداث الأخيرة التي عرفتها المحكمة الإبتدائية يوم الجمعة 4 يناير، والمتمثلة في الوقفة التي قام بها بعض من محامي الدائرة أمام مكتب قاضي التحقيق لدى نفس المحكمة مباشرة بعد إصداره قرارا بإيداع رئيس جمعية خيرية (مهنته محامي) بالسجن المحلي على إثر شكاية باختلاس أموال الجمعية، وما تم ترديده خلال تلك الوقفة من عبارات السب والشتم والوعيد والتهديد في حق القضاة ونعتهم بالفساد ووصف قرار قاضي التحقيق بأنه "غير عادل" واعتبار قراره بمثابة "إعلان عن فتح معركة بين المحامين والقضاة". الزيارة التضامنية التي نفذها مئات القضاة بدعوة من جمعيتهم الأكثر تمثيلا "نادي قضاة المغرب" حضرها مسؤولون قضائيون وقيادات بارزة من المكتب التنفيذي والمجلس الوطني لنادي قضاة المغرب ورؤساء للمكاتب الجهوية ومستشارون وقضاة من مختلف أنحاء المملكة، وقد أكد رئيس نادي قضاة المغرب ياسين مخلي في كلمته بالمناسبة أن هذه الزيارة التضامنية تأتي انسجاما مع الأهداف التي شكلت منطلقا لتأسيس نادي قضاة المغرب وعلى رأسها تعزيز التضامن والتآزر بين القضاة للدفاع عن كرامة القضاء واستقلال السلطة القضائية. وأضاف رئيس نادي قضاة المغرب في كلمته: "إننا نقول بصوت مرتفع لا لمحاولات التأثير على القضاة من أي جهة كانت، سواء أكانت صادرة عن مجموعات الضغط الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو الادارة القضائية أو حتى باقي الهيئات المهنية..." حجيبة البخاري رئيسة المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بمكناس استنكرت بشدة ما صدر عن بعض المحامين من "تصرفات وأقوال تشكل جرائم يعاقب عليها القانون ومساسا خطيرا بشرف وكرامة القضاة ومحاولة يائسة لترهيبهم والتأثير عليهم وتدخلا سافرا في استقلالية السلطة القضائية". وأعلنت حجيبة البخاري بأن المكتب الجهوي لنادي قضاة المغب بمكناس سيبقى في حالة انعقاد دائم لتتبع مجريات الأمور واتخاذ ما يلزم في حينه مؤكدة أن القضاة على استعداد تام لخوض جميع الأشكال الإحتجاجية دفاعا عن شرف وكرامة القضاة واستقلالية السلطة القضائية .