انتقد عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الدعوات التي تروج داخل الحزب من أجل إسقاط سعد الدين العثماني بعد توقيعه على اتفاق استئناف العلاقات مع دولة إسرائيل. وأشار بنكيران في كلمة مباشرة على صفحته ب"فيسبوك" إلى أن الأمانة العامة للحزب اجتمعت وثمنت في بلاغ لها القرار الملكي بالتغليظ والتوكيد، إلى أن جاء توقيع سعد الدين أمس أمام الملك، ليبدأ الحديث عن إقالته، مشيرا إلى أن هذا "اللعب" غير مقبول. وأشار بنكيران إلى أن العدالة والتنمية اليوم ليس حزبا عاديا، بل يترأس الحكومة منذ عشر سنوات، وهو عضو أساسي في بنية الدولة التي يترأسها الملك، وهذا الأخير هو الذي يتخذ القرار بصفة عامة، وخاصة القرارات السيادية مثل ما يحصل اليوم، وإذا كان من حق أعضاء الحزب ألا تعجبهم هذه القرارات، فإنه ليس من حقهم خذلان الدولة في لحظة حرجة، داعيا إياهم إلى التزام الصمت. وأضاف رئيس الحكومة السابق، أن حزب العدالة والتنمية لما دخل لهذا المسار السياسي، فقد دخل لسبب بسيط، وهو أن يكون قريبا من مراكز اتخاذ القرار، حتى تُعرف حقيقته، ولا يظلم كباقي الحركات الإسلامية في العالم. ووجه بنكيران الكلام لأعضاء الحزب "إذا بغيتو تخرجو من الحكومة ماشي مشكل، ولكن فهاد الظرف مكايناش هاد الهضرة، هاد الوقت حنا مع سيدنا"، لافتا إلى أنه لا يمكن للحزب أن يؤيد قرارا ويرفض آخر، فوجوده في الحكومة يفرض عليه القبول بكل القرارات، وإذا كان سيرفض أي قرار فالمفروض أن يظل في المعارضة، وحينها يمكن أن يقول ما يشاء، أما والحال أن الحزب يترأس الحكومة وأمينه العام هو الرجل الثاني في الدولة، فلا يمكن للرجل الثاني أن يخرج عن الرجل الأول. ولفت بنكيران إلى أن الحزب اليوم ليس في معركة داخلية، وإنما معركة خارجية أمام العالم ككل، ولا يمكنه أن يتخلى عن الدولة، والكلام عن إسقاط العثماني غير مقبول في حزب المؤسسات، فلا بد من العودة للمجلس الوطني والإنصات للعثماني قبل اتخاذ أي قرار. وأضاف بنكيران "بالنسبة ليا يطيح الحزب هذاك شغالو، ولكن خاص الدولة ما تبانش أمام الناس أننا كانلعبو"، مشيرا إلى أنه لا يمكن الإشادة بالقرارات في البداية ثم بعد توقيع العثماني أمام العالم يبدأ الحديث عن إزاحته، معتبرا أن المغرب ليس هو دولة أخرى، فهو يسير بخطوات محدودة ومضبوطة، والملك هو الذي يتخذ القرارات في هذا المجال، ولما اتخذها لم يمنع أحدا أن يدلي برأيه في الموضوع، ولهذا تأسفت حركة التوحيد والإصلاح لهذا القرار، دون أن يقول لها أحد أي شيء. وأشار إلى عدم الضغط على العثماني للاستقالة وخلق أزمة للدولة، فإذا كانت هناك أي أزمة ينبغي أن تكون داخل الحزب، وألا تكون أزمة للدولة، مضيفا "إذا دخلتي لشي حاجة بحال هكا خاص تمشي تا للنهاية الدولة مامعاهاش اللعب"، مؤكدا على أن الموقف الوحيد للحزب اليوم هو أن يكون خلف الملك. وأكد بنكيران على الأهمية الكبرى للإعلان الرئاسي الذي وقعه ترامب، يعترف فيه بمغربية الصحراء، مسجلا أن الملك هو الذي يختار من يوقع، ولا يمكن الحكم على سعد الدين العثماني بهذه السرعة، وإنما ينبغي الإنصات لما لديه من معطيات.