تشن جمعيات مدنية بالدارالبيضاء حملة تعبوية ضد قرار مجلس المدينة تغيير مكان النافورة الشهيرة التي تتوسط ساحة محمد الخامس. وبينما تقرر، استنادا إلى تصميم جديد للساحة يتماشى ومسرح "كازا فن" الذي سيقام في المنطقة، تغيير مكان النافورة إلى الجهة المقابلة لمكانها الحالي، فإن طارق الكيلاني، وهو مستشار في شبكة جمعيات الدارالبيضاء للبيئة والتنمية المستدامة، اعتبر الأمر إجهازا على تراث تاريخي ظل رمزا لمدينة الدارالبيضاء. وقال الكيلاني ل"لكم. كوم" إن تبني المجلس الجماعي للتصميم الذي أنجزه المهندس المعماري رشيد الأندلسي، أحد مؤسسي جمعية "كازا ميموار" الذي حاز صفقة تصميم المسرح الكبير وإعادة تهيئة ساحة محمد الخامس، يضرب في الصميم تاريخا حافلا ل"نافورة الحمام" التي تعتبر "أيقونةّ" الدارالبيضاء. ويرتقب أن يتم تغيير مكان النافورة التي تتخذ شكل كعكة لتحل مكانها نافورة جافة تنبعث المياه منها وتختفي حسب رغبة المشرفين عليها، حيث تقرر اعتمادها استغلالا لساحة محمد الخامس كلما تعلق الأمر بعرض في الهواء الطلق على أن المنصة تكون عند مدخل المسرح الكبير الذي تقرر تشييده على أرض الفيلا التي ظلت مقرا للإقامة العامة إبان الحماية الفرنسية للمغرب حتى سنة 1956. وبينما تفيد تصاميم بنية مجلس المدينة إنشاء مقاه ومطاعم ومنشآت ترفيهية عند حواشي ساحة محمد الخامس، فإن سراج الدين موسى، رئيس جمعية أولاد المدينة، أشار بالبنان إلى "لوبي العقار" الذي يسعى للحصول على امتيازات له في الساحة التي سيتم إعدام هويتها الإسلامية التي تشيبها البنايات الإدارية التي تحفها. وقال سراج الدين ل"لكم. كوم" إن المقاهي والمطاعم، تتماشى وتصميم المسرح الكبير الذي لا يعكس الهوية الإسلامية، التي تطبع حتى البنايات التي أشرف على تصميمها مهندسون فرنسيون إبان الحماية. بينما كان مقررا الشروع في الإجهاز على فيلا الإقامة العامة مستهل العام المقبل فإن الجرافات شرعت في اجتثات النخيل الذي كان منتصبا فيها، وهو ما وصفه طارق الكيلاني المستشار في دار البيئة، بالجريمة الفاضحة في حق نخيل لم يجد من يدافع عنه، بينما عاب سراج الدين موسى على عدم احترام موعد انطلاق الأشغال، ومحيلا على سعي لإقبار حركة "ما تقيسش نافورتي" التي انطلقت للذوذ عن المعلمة المنتصبة في ساحة محمد الخامس منذ سنة 1968.