مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيعه إعلانا رئاسيا يعترف فيه بمغربية الصحراء، مقابل استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الديبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية وحركة الطيران بين الرباط وإسرائيل، تناسلت تعليقات المغاربة بين مؤيد للاعتراف الأمريكي ورافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني. واعتبر المحتفون بالاتفاق أن الاعتراف الأمريكي من شأنه أن يدعم وبشكل كبير قضية الوحدة الترابية، وقد يؤدي في القريب العاجل إلى الحل النهائي لهذا الملف، وفي الجهة المقابلة اعتبر المنددون بالتطبيع أن قضية الصحراء المغربية عادلة ولا تحتاج إلى الاعتراف الأمريكي مقابل التطبيع مع كيان غاصب، معتبرين أن التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية.
وفي سياق التعبير عن الامتعاض من هذا الاتفاق، كتب الناشط إبراهيم حياني "عندما تبحث عن شرعية عند من يفقد المشروعية تكون النتيجة أن تضع حقا تاريخيا لاغبار عليه في ميزان التشكيك وخلق ريبة حوله.. الصحراء أرض مغربية لأنها لايمكن أن تكون غير ذلك، وإسرائيل قوة احتلال ولا يمكن أن تكون غير ذلك". ومن جهته دون الكاتب عبد العزيز العبدي "المزعج والذي عليه أن يكون مؤلما هو عقلية هذه بتلك.. الصحراء مغربية، والترافع على هويتها يستلزم نفسا ديمقراطيا شجاعا، يجعل من الانتماء إلى الوطن الكبير أفقا وهدفا، ويدحض كل ما يمكن أن يشجع على الانفصال عنه.. مقايضة الاعتراف الامريكي لسيادة المغرب بالتطبيع الاسرائيلي هو بيع القضيتين في سوق الاذلال والاستبداد.. قضية الصحراء ومغربيتها، وقضية فلسطين ونفسها التحرري، شئنا أم أبيها هناك أطراف أخرى في هذه القضايا: هناك الفلسطينيون، والإخوة في تندوف والجزائر". كما انتقد أستاذ القانون عبد الرحيم العلام هذا التقابل بقوله "ليس المغرب في حاجة لرئيس يقاوم سكرات الموت السياسي، لكي يعترف له بسيادته على أرضه، ويقايضه مواقفيا.. المغرب فوق أرضه، وليس في حاجة إلى الاعتراف، وأما الذي يحتاج إلى الاعتراف فهو الكيان الصهيوني، لأنه يعلم جيدا أنه مستعمر، وقاتل، وناهب..ولا يمكنه البقاء أو الاستمرار من دون جرعات اعتراف.. المغرب لم يكن في يوم من الأيام في حاجة إلى من يعترف له بسيادته على أرضه، وإنما كان دائما في حاجة لمن لا يساومه على أرضه، ويقف ضد وحدته الترابية، وهذا ما فعلته أمريكا طيلة عقود، وأما إذا تراجعت اليوم عن مواقفها السابقة، فهذا تصحيح لخطإأ وليس دينا على المغرب ينبغي سداده من خلال إرغامه على تغيير موقفه..مغربية الصحراء ليست موضوع مساومة، ولا ينبغي لها أن تخضع لرغبات زعماء أمريكا إن شاؤوا جعلوها مغربية وإن رفضوا أبعدوا عنها هذه الصفة". وعلى الجهة الأخرى عبر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتفائهم بالموقف الأمريكي، وكتب أستاذ القانون بالمحمدية عمر الشرقاوي "الأهم اليوم هو الاعتراف الرئاسي للولايات المتحدةالأمريكية بالسيادة المغربية على صحراءه، الباقي تفاصيل". كما دون الصنهاجي عزوز عضو المكتب السياسية لحزب التقدم والاشتراكية في ذات الصدد "اليوم، نصر تاريخي عظيم لبلادنا، بفضل جهود وحكمة جلالة الملك، فالاعتراف الثابت والدائم لأمريكا بسيادة المغرب على كامل ترابه هو تحول إيجابي كبير ونوعي سيكون له ما بعده دوليا في اتجاه الطي النهائي للنزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية.. بالموازاة مع ذلك، لا يمكن سوى أن نبتهج لمبادرة جلالة الملك إلى طمأنة الشعب الفلسطيني وقيادته…من خلال التأكيد على مواصلة بلادنا دعم الحقوق الفلسطينية". ومن جهته أكد الناشط إسماعيل الإدريسي أن "ما يجب التركيز عنه الآن هو أهمية الاعتراف الأمريكي التاريخي بالسيادة المغربية على صحرائه. أما محاولة خلط الأوراق بالحديث عن "التطبيع والخيانة" فهو محاولة ترسيخ فكرة سطحية وغير قائمة".