أكد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، إن حزبه عبر عن آرائه بخصوص الانتخابات ليس بمنطق حزبي ضيق، بل بمنطلق مبدئي هو الدفاع عن الديمقراطية ونزاهة الانتخابات وشفافيتها. وأشار في اللقاء الذي نظمه حزبه، اليوم السبت، حول القوانين الانتخابية، أن حزب "العدالة والتنمية" حريص أن تحقق الانتخابات المقبلة الإرادة الشعبية، مؤكدا أن هذا هو الإطار الذي يستحضره "البيجيدي" في ورش الإعداد للانتخابات المقبلة.
وأضاف "هاجسنا في المقترحات التي قدمناها بمذكرتنا ليس عدد المقاعد التي سنربحها، بل ماذا سيربح الوطن سياسيا وديمقراطيا، وبمزيد من الثقة في العمل السياسي والأحزاب السياسية، والمؤسسات المنتخبة". وشدد العثماني أن هذه الأسس هي البوصلة التي يجب أن ينصب عليها النقاش، مضيفا "مع الأسف الشديد النقاش في جزء كبير منه يحسب المقاعد، ويركز كم سيربح حزب العدالة والتنمية من مقاعد، وهل سيكون في المرتبة الأولى أم الثانية". وتابع "يجب أن نضع أمام أعيننا أولا وقبل كل شيء تقوية هيئات الوساطة، وأن يثق المواطن أكثر في الأحزاب السياسية، لأن هذا هو ما سيربحه المغرب". وأكمل بالقول " هكذا ننظر للانتخابات في بلدنا، ونأمل أن تعطي مزيدا من الألق لبلادنا، لأن المغرب ينظر له دوليا أنه قام بالعديد من الإصلاحات، التي يجب أن تعزز ولا نشوه بلدنا بمقترحات القص واللصق أي "البريوكولاج"، الذي يرد تحجيم طرف سياسي كي يحصل على أقل ما يمكن من مقاعد، ولا تهمه صورة وسمعة بلدنا ديمقراطيا". وأضاف "مع الأسف الشديد بعض الأطراف إما سياسية أو إعلامية أو لوبيات لا تتعامل مع اللحظة بهذا المنطق، والهجومات التي يتعرض له حزب العدالة والتنمية وقيادته، أحيانا بالأكاذيب والأخبار الزائفة وبتحريف الكلام عن مواضعه وقصه ولصقه، لن يؤثر من عزم الحزب في أن يمضي في طريقه كما عرفه المغاربة، وكما هو معروف في الساحة السياسية". وأكد العثماني أن حزبه سيستمر كما هو، فمنذ ربع قرن وهو يعاني من الهجومات المستمرة، ومن الكيد المستمر، ومن محاولات تشتيت عضد حزب العدالة والتنمية، لكنه استمر بوطنية وباستشراف المستقبل، وبالتشبث بالخيار الديمقراطي داخل الحزب وفي مقاربته للأنظمة الانتخابية. وأبرز أن مواقف "البيجيدي" منذ البداية كان له خط سير واضح، ومواقف واضحة لكن في نفس الوقت لا يغلق الباب أمام التوافقات المنطقية، وليس "التوافقات بلي كان"، مضيفا " لايمكن أن جهات تريد تحجيمنا ونسلم لها أنفسنا لتفعل ما تشاء".