قالت آمنة ماء العينين النائبة البرلمانية عن حزب "العدالة والتنمية"، إن الفساد في المغرب قوي ومتمنع، ويحمي نفسه. وجاء تصريح ماء العنين خلال مناقشة مشروع قانون رقم 46.19 الخاص بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، اليوم الأربعاء، بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب.
وأشارت ماء العينين أنه عكس عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب "البام"، فإنها ترى أن المشروع القانون المذكور فيه طموح ومجهود، ومتقدم، ولم يكن من السهل أن يخرج بهذه الصيغة التي هو عليها الآن، بالنظر للعراقيل التي تعرض لها هذا القانون في الولاية الحكومية السابقة. وأوضحت أن الإرادة السياسية تبدأ من إرادة المشرع، ومن إرادة القانون الذي بين أيدينا، باعتباره مكلفا بتطوير المركز القانوني لهذه الهيئة. وأكدت أن الآليات التقليدية لمحاربة الفساد مثل القضاء لا نقول أنها عاجزة، لكن الفساد يتفشى داخل المجتمع بطريقة غير طبيعية، وهذا بشهادة كل التقارير والتشخصيات الدولية والوطنية. وأبرزت أن التعديلات التي قدمها البرلمانيون سنة 2015، هي الواردة الآن في هذا القانون، لأنه في صيغته الأولى كان هزيلا وضعيفا جدا وبنفس محافظ. قبل أن تستدرك بالقول "هناك إرادة فوق الحكومة والمشرع تأتي بقوانين ضعيفة وتمرر في البرلمان بآليات غير محترمة، ولهذا أنا أقول ان هناك أمل لأن نضال البرلمانين بخصوص هذا المشروع أتى بنتيجة منذ 2015 إلى الآن". ولفتت أنه "ليس قدرنا في المغرب أن لا نعرف كيف نحارب الفساد ولا الريع، وأن نؤسس الهيئات ونضع التشريعات، التي لا تأتي بأي نتائج، مضيفة "طبعا لا اليوم سنحرر إرادتنا، ونساهم مع رئيس هذه الهيئة في خروج القانون في وقت مناسب لأن الزمن التشريعي الحالي ضيق". وتابعت "تعبنا من التمطيط وأتمنى أن يخرج هذا المشروع في أقرب الآجال، وأن تنصب الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها". وأكملت بالقول "على رئيس هذه الهيئة أن يقوي جلده، لأن أمامه انتظارات وتساؤلات عديدة، خاصة أن الفساد في المغرب يحمي نفسه، وقوي ومتمنع وله الآليات التي يدافع بها عن نفسه. وشددت أنه على الرغم من كل هذا، فإن الفساد ليس فوق إرادة المجتمع والمشرع، وبهذا الطموح يمكن أن نهزمه. وأشارت أنه في الولاية السابقة كان النفس الديمقراطي أكثر من هذا الموجود اليوم، مضيفة "عندما لم نوافق كبرلمانيين على الصيغة التي وصلنا به المشروع في البداية أوقفناه، وطلبنا تحكيما من رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران، الذي لم يكن له النفس كي يدفع بالأمور إلى الأمام، وأجريت توافقات هي عبارة عن تلفيقات وجاء القانون بشكل ضعيف، لكن اليوم تحصلت الإرادة وجاء المشروع متقدما وقويا وسندافع عنه وندعمه".