يشهد "شاطئ الدالية" الشهير، توافد عشرات الأشخاص من ذوي الإعاقة طلبا للاستجمام والسباحة، حيث خصص المشرفون على الشاطئ جناحا خاصا بهذه الفئة، مع توفير كراسي متحركة وتجهيزات وبنيات تحتية تمكن الشخص في وضعية إعاقة من السباحة إما بمساعدة متطوعين أو لوحده. وفي تصريح لموقع "لكم"، قال محمد الهيشو المرتاح، عن "جمعية الساحل للتنمية والثقافة"، والمشرف على هذه المبادرة، نشهد إقبالا من هذه الفئة بعد أن أغلقت السلطات شواطئ مدينة طنجة، في سياق جائحة كورونا، خاصة وأن شاطئ الدالية يوفر مجموعة من التجهيزات تمكن الشخص المعاق من الولوج إلى الماء بسلاسة بمساعدة متطوعين يتواجدون بعين المكان.
وأضاف المرتاح، أنه ومنذ افتتاح الموسم الصيفي الحالي، جاء إلى شاطئ الدالية العشرات في وضعية إعاقة، ينتمون لمختلف المدن القريبة طنجة (50 كلم) والفنيدقوتطوان، آخرها الخرجة التي نظمها "نادي أبناء البوغاز الرياضي بطنجة"، وقبلة نادي من مدينة الفنيدق، مشيرا إلى أن ما يشجع هؤلاء على الحضور إلى الشاطئ هو التعامل الإيجابي لرجال الأمن معهم، حيث بمجرد ما يدلون ببطاقتنا من كونهم جاؤوا للاستجمام بشاطئ مخصص لفئة ذوي الإعاقة حتى يسمح لهم بالمرور، وذلك في سياق منع ساكنة طنجة المحسوبة على المنطقة 2، من المرور إلى شاطئ الدالية المحسوب على المنطقة 1، بحكم تواجده على تراب جماعة قصر المجاز المنتمية ترابيا لعمالة الفحص أنجرة، المتواجدة ضمن جهة طنجةتطوانالحسيمة. وأوضح المتحدث، أن ذوي الإعاقة بمجرد ما يصلون إلى الشاطئ يجدون في استقبالهم سواء في الباب الرئيسي، أو في المكان المخصص للسيارات من يرافقهم، لإدخالهم إلى المكان المخصص، في ظروف آمنة ووفق البروتوكول الوقائي والتدابير الاحترازية بتعقيم المرافق الولوجية ( المسبح الولوجي، العربات المائية، المظلات، الممرات الخاصة بهذه الفئة.. )، معتبرا أن توفير عربات ولوجية خاصة بالسباحة جعلت من شاطئ الدالية شاطىء ولوجي خاص بالأشخاص في وضعية إعاقة بامتياز، هذا فضلا عن توفير مرحاض خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يتم تعقيمه باستمرار مع تنظيفه طبعا. ويقدم شاطئ الدالية بدعم من مؤسسة طنجة المتوسط، مجموعة من الخدمات الأخرى حسب محمد الهيشو المرتاح، حيث تم نهج تنظيم يوافق مع ما يعيشه المغرب، هناك موقف للسيارات، هناك مراحيض يتم تعقيمها في كل لحظة، بالإضافة إلى التدابير الاحترازية للوقاية من كوفيد 19، حيث يتم تعقيم المصطافين قبل الدخول مع قياس درجة حرارتهم، وأيضا منح وتوزيع الكمامات للأشخاص الذين لا يتوفرون عليها، مشيرا إلى أن هناك مصلحة عملها الأساسي هو التوعية والتحسيس بمعية رجال القوات المساعدة في عملية مشتركة روتينية بشاطئ الدالية تدعوا المصطافين إلى احترام التدابير الاحترازية وبرتوكول التباعد الإجتماعي ومسافة الآمان مع التذكير باحترام الوقت المحدد الاستجمام والسباحة داخل الشاطئ. ارتياح وتزامن تواجد موقع "لكم" بالخرجة التي نظمها نادي أبناء البوغاز الرياضي لذوي الإحتياجات الخاصة بطنجة، إلى شاطئ الدالية حيث صرح مرافق لهم، أن المنتمين للنادي يحضرون كل سنة ويجدون راحتهم لما يلاقونه من اهتمام من المشرفين والمساعدين، خاصة وأن الشاطئ يوفر هذه السنة كل شروط السلامة الوقائية من فيروس كوفيد-19. وكتبتأم لفتاة من ذوي الإعاقة على حسابها الفايسبوكي،في سياق هذه الخرجة، "أحلى خرجة مع أطفالنا إلى شاطئ الدالية، والشكر الجزيل لجمعية الساحل للتنمية والثقافة جماعة قصر المجاز إقليم فحص أنجرة لمعاملتهم ومساعدتهم لأطفالنا وللأشخاص في وضعية إعاقة بصفة عامة شباب يتميزون بالعمل التطوعي". مطالب للولوج إلى باقي الشواطئ في ظل الجائحة ومع امتداد فترة الطوارئ الصحية وإغلاق مجموعة من المدن وضمنها طنجة ومنع التنقل من وإليها، طالب حسن زروالي نائب الكاتب العام لاتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بطنجة، في تصريح لموقع "لكم"، السماح لذوي الإعاقة وأسرهم للولوج إلى باقي الشواطئ بالنظر للظروف النفسية والاجتماعية التي تعتبر أشد وطأة على هذه الفئة، منذ فرض الحجر الصحي في مارس الماضي، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، حفاظا على الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد. ونوه الفاعل الجمعوي، بمبادرة شاطئ الدالية، التي اعتبرها مهمة وتمثل إضافة نوعية للأشخاص ذوي الإعاقة، وحتى أسرهم وعائلاتهم، مشيرا إلى أن هذه الشريحة لا زالت تعاني ومحرومة من التمتع من مجموعة من الحقوق والحريات ومن ضمنها الحق في التنزه والاستجمام والترفيه. إحساس بالاستقلالية واعتبر المتحدث، أن هذه المبادرة تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من الولوج إلى الشواطئ بشكل مستقل ويمكن لبعضهم القيام بها دون مرافق أو الاعتماد على شخص آخر، وهو ما يعطي للشخص المعاق إحساس بأن له استقلالية في الولوج والتمتع والاستجمام والتحرك، مشيرا إلى أن هذه المبادرة أيضا تظهر المجتمع المدني فاعل أساسي في إثارة هذه القضايا المتعلقة بالإعاقة، من خلال التحسيس و إذكاء الوعي وتعبئة أيضا مجموعة من الموارد البشرية والمادية واللوجيستيكية لبلورة خدمة موجهة لفئة تحتاجها وفي أمس الحاجة إليها، وعلى الجميع تثمينها من منتخبين وسلطات وإعلام. وبخصوص توافد أعداد معتبرة من الأشخاص ذوي الإعاقة على شاطئ الدالية، قال زروالي، الشاطئ مجهز بإمكانيات وآليات تسمح للشخص في وضعية إعاقة بالولوج السلس للشاطئ وللمياه، وأصبح على هذا الأساس شاطئ مشهور يتيح الاستجمام لهذه الفئة، وبالتالي كل الأسر والجمعيات المعنية تحاول تنظيم خرجات إلى الدالية، للتمتع بهذه البنيات التحتية والاستفادة منها لفائدة ذوي الإعاقة. كما أن هذا التوافد يضيف الفاعل الجمعوي، يعطينا تفسير آخر متعلق بالنسبة التي تمثلها جهة طنجةتطوانالحسيمة والتي تصل إلى 11.80 في المئة كنسبة للإعاقة في جهة الشمال وهي الثانية وطنيا بعد جهة العيون، موضحا أن الجهة تتوفر على نسبة كبيرة تحتاج إلى متطلبات واحتياجات من ضمنها ضرورة الترفيه عن النفس بالخروج إلى المنتزهات والفضاءات الطبيعية وفي مقدمتها الشواطئ، معتبرا أيضا أن هذا التوافد على شاطئ الدالية يحيلها على عدم توفر الإمكانات والبنيات التحتية في الفضاءات العمومية ولا في البنيات الشاطئية، مستحضرا مبادرات المجتمع المدني والأسر في مجال الإعاقة، مما مكنهم من الخروج ولو جزئيا من الفضاءات المغلقة للمساهمة في الحياة العامة. ولم يفت الفاعل الجمعوي مطالبة السلطات المحلية بالتنفيس على ساكنة طنجة، والسماح لها بالاستجمام والاصطياف وفق شروط معينة، متمنيا تفاعل السلطات مع هذا المطلب خاصة وأنه اصبح مطلب كل الفاعلين.