قال المفكر اللغوي الأمريكي نعوم تشومسكي، إنى الربيع العربي بدأ لأول مرة في نوفمبر عام 2010 بالصحراء عندما انتفض سكانها في إشارة إلى أحداث "اكديم إزيك" قرب العيون. وأضاف تشومسكي الذي كان يتحدث في محاضرة بجامعة غزة، إن لا أحد سمع عن "ثورة" الصحراء لأن الإعلام الغربي لم يكن مهتما بأن يحدث أي تغيير في المنطقة. وحسب ما أورده موقع "الانتفاضة الالكترونية"، عقد تشومسكي مقارنة بين الوضع في الصحراء والوضع في فلسطين، ليصل إلى نتيجة أن مايدعم استمرار الوضع في الصحراء هو دعم فرنسا للمغرب، وأن ما يدعم استمرار الوضع في فلسطين هو استمرار دعم أمريكا لإسرائيل. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها تشومسكي بأن الربيع العربي بدأ من الصحراء، فقد سبق له في حوار مع قناة "الديمقراطية الآن" الأمريكية، أن أكد أن الثورات التي يعرفها العالم العربي قد انطلقت من مخيم "اكديم إيزيك" بمدينة العيون بالصحراء. وقال تشومسكي في الحوار الذي بثته القناة يوم 17 فبراير 2011 أنه "قد كانت هنالك مظاهرات واحتجاجات طيلة سنوات. ومظاهرة كبيرة سنة 2005، ولا زالوا يقمعون، وهنالك المزيد من الإحتجاجات. وفي الواقع، إن موجة الاحتجاجات الحالية قد بدأت بالفعل في شهر نوفمبر الماضي في الصحراء ... فقد تدخلت القوات المغربية وشرعت في تدمير الخيام، مخلفة العديد من الجرحى وما الى ذلك. وبعد ذلك انتشرت تلك الموجة." وكان تشومسكى قد وصل إلى غزة قبل عدة أيام على رأس وفد يضم عشرة مفكرين من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا للمشاركة فى مؤتمر علمى، قام على هامشه بجولة وإلقاء محاضرات انتقد فيها الحصار الإسرائيلى على غزة والسياسات الأمريكية فى المنطقة. وألقى تشومسكى محاضرة فى افتتاح المؤتمر أشاد فيها بالربيع العربى، وقال إنه أرعب حلفاء الولاياتالمتحدة، وحذر من أن القوى الغربية تعده تهديداً لسيطرتها وهيمنتها على أنظمة عربية كان وجودها يخدم استغلال الغرب لمواردها. واعتبر تشومسكى أن تحسن الأوضاع فى فلسطين والمنطقة رهن لما ستؤول إليه الأوضاع فى مصر بعد الثورة، باعتبارها المحور الأهم، وقال إن الرئيس المصرى محمد مرسى ربما يتمكن من استعادة دور مصر التقليدى فى العالم العربى، مما يحدث تغيرا مهما فى الوضع الفلسطينى، خاصة فى قطاع غزة والمنطقة.