رسالة محب لمحب. السيد عمر محب واحد ممن طالهم ظلم المخزن بهذا البلد، فقد اعتقل يوم 15 أكتوبر 2006 و أدانته غرفة الجنايات الابتدائية بفاس بعشر سنوات من أجل جناية القتل العمد للطالب آيت الجيد محمد بنعيسى. و قد خفضت غرفة الجنايات الاستئنافية الحكم لسنتين بعد إعادة تكييف التهمة على أنها جنحة المساهمة في مشاجرة ارتكب أثنائها عنف أفضى إلى موت، ليطلق سراح السيد عمر محب يوم 15 أكتوبر 2008. و يوم 03 أكتوبر 2012 تم اعتقال السيد محب في نفس الملف، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الدواعي الحقيقية الكامنة وراء هذا الاعتقال، خصوصا إذا علمنا أن غرفة الجنايات الاستئنافية بفاس سبق و أصدرت بتاريخ 23/04/2009 قرارها القاضي بتأييد القرار الجنائي الابتدائي ( سنتين). و هو القرار الذي أصبح نهائيا بعد أن رفضت محكمة النقض الطعن الذي تقدم به المتهم. لك الله يا عمر، فأنت شاهد على جور المخزن ببلادي، في زمن إصلاح منظومة العدالة، زمن الخسة و النذالة. لك الله يا عمر، فبراءتك ضاعت بين من يخاصمنا من داخل المرجعية و من يقذفنا بتهمة الرجعية. لك الله يا عمر، فاعتقالك الأول أرّخ ل"الأبواب المفتوحة" التي صيّرها قمع المخزن مشمّعة مقفولة. لك الله يا عمر، و اعتقالك الثاني يأتي في ظل " دستور جديد" و " انتخابات ديمقراطية" و حكومة " نصف ملتحية". لك الله يا عمر، فاعتقالك يأتي في ظل " الحوار الاستراتيجي " و " الوضعية المتقدمة" لبلد سائر نحو الأزمة و المجاعة و الهاوية. لك الله يا عمر، فبراءتك لم تتأكد للظالمين رغم أدلة الصوت و الصورة، كما براءة يوسف( عليه السلام) من صنيع زليخة. لك الله يا عمر، فقد حوّل النظام ورقتك من قضائية حقوقية لسياسية ابتزازية في حق جماعة استعصت على آلة القمع المخزنية. لك الله يا عمر، فقد أودعوك سجنا له سور ظاهره إحقاق حقّ قتيل و باطنه ظلم وبيل. لك الله يا عمر، أبعدوك عن الأهل و الأحباب و ألقوا بك في غيابات الأذى و العذاب، فما هنت و لا استكنت راجيا عفوا و مثوبة من الملك الوهاب. لك الله يا عمر، أراك محتسبا لله ما أصابك، و ما حل بأهلك و أبنائك من البعد و الفراق، جعله الله لك ذخرا يوم التفاف الساق بالساق. لك الله يا عمر، غدا يشرق يوم حرية جديد، تتكسر فيه أغلال الحديد و يتسع فيه الوطن لكل معارض صنديد. لك الله يا عمر، أيها المحب لأحبائك و أبناء بلدك، أشد على يديك و أدعو الله لك بالصبر و الثبات و الأجر و الثواب...آمين آمين آمين، و الحمد لله رب العالمين.