تحدثت مصادر إعلامية، عن إقدام العديد من وجوه المافيا الإسرائيلية على نقل نشاطهم إلى العديد من المناطق بالمغرب، ونقلت صحيفة هآرتس عن زائرين اسرائيليين للمغرب أنهم شاهدوا العديد من الشخصيات المشهورة في المافيا وذات الصيت الواسع في عالم الإجرام في الكيان الإسرائيلي. ومن بين الأسماء التي ذكرتها الصحيفة، غابي بن هاروش الذي كان يعتبر زعيم المافيا في القدس وشالوم دومري الذي يعد من أهم الأهداف لدى الشرطة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وقد بينت معلومات وصلت من سلطات الاحتلال الى الانتربول أن هذين الرجلين نقلا مكان سكناهما إلى المغرب. لكن صحيفة هآرتس أوضحت في تحقيق لها أن بن هاروش ودومري ليسا بمفردهما وأن هناك أسماء أخرى لزعماء في المافيا الإسرائيلية قرروا الاستقرار في المغرب ظهرت في لائحة حصلت عليها السلطات المغربية. هآرتس أشارت إلى أن الكثيرين من زعماء المافيا في "إسرائيل" ابدوا اهتماما بالانتقال إلى المغرب مثل الأخوين كراجة من الرملة وآفي روحان الذي أفرج عنه مؤخرا كما أن بعض العائدين الإسرائيليين من زيارة المغرب تحدثوا عن لقاءات تحصل بين زعماء المافيا الإسرائيلية هناك. مصادر هآرتس قالت إن بعض رجال المافيا اختاروا المغرب خوفا من الملاحقات بحقهم من قبل السلطات الإسرائيلية أو خشية تصفية حسابات مع عصابات مافيا منافسة وان بعضهم لا يزال يدير أعماله في إسرائيل من المغرب، كما أن بعض هؤلاء عقد تسويات مع عصابات مافيا كان على خلاف معها ليتفرغ للعمل في المغرب، وأوضحت هآرتس أن بعض الأوساط الدينية اليهودية المغربية رتبت لبعض رجال المافيا الإسرائيلية من أصول مغربية عملية الانتقال إلى المغرب للعيش والعمل هناك. التقرير الذي نشرته هآرتس بيّن أن اختيار بعض زعماء المافيا للمغرب لم يكن وليد الصدفة إنما لمعرفة هؤلاء الأماكن التي يمكن لهم أن يتحركوا فيها بهدوء وبعيدا عن عيون الشرطة الإسرائيلية. وقال ضابط رفيع في الشرطة الصهيونية للصحيفة إن المافيا الإاسرائيلية اختارت سابقا جنوب افريقيا والمكسيك وتركيا وقد أصبح المغرب الهدف الجديد اليوم للمجرمين، مضيفا إن اختيارهم للمكان لم يكن عبثا لأنهم يعلمون انه سيكون من الصعب على الشرطة الاسرائيلية الوصول إلى هناك والمطالبة بتسليمهم في حال اقتضى الأمر ذلك، إذ لا يوجد بين إسرائيل والمغرب اتفاقية لتسليم المطلوبين، وأكد الضابط الإسرائيلي إن زعماء المافيا يواصلون إدارة أعمالهم الجنائية في إسرائيل من المغرب وهي تدر عليهم الكثير من الأموال ولديهم أتباع في إسرائيل يحتاجون للإعالة. ويتبين أن المجالات التي يعمل في إطارها زعماء المافيا في المغرب هي الاتجار بالمخدرات واستيراد سيارات مسروقة من أوروبا وتسويق منتجات مزيفة، ونقلت هآرتس عن رجل أعمال اسرائيلي يعمل في المغرب أن الشرطة المغربية ضعيفة وان كل من يعمل في السوق السوداء ولديه المال يستطيع أن يفعل ما يشاء، مضيفا أن تزييف المنتجات مثل الأدوية والمواد الغذائية والمنسوجات والألعاب يزدهر اليوم في المغرب حيث يدخل الإسرائيليون في هذه الصناعة ويجربون حظهم.