يعتبر أحمد فرس واحدا من رموز شباب المحمدية، والمنتخب المغربي ، ويكفي اللاعب أنه شرف قميص فريقه وبلاده في أكبر المحافل القارية والدولية، وهو الذي توج بالكرة الذهبية الإفريقية كأحسن لاعب في القارة السمراء ، بالنظر لقدرته على التألق والتحليق عاليا مع أسود الأطلس. ظل إسم أحمد فرس ، مرتبطا بمدينة الزهور وفريقها الشباب، رافضا العروض الإحترافية التي طرقت بابه، فالرجل كان مرتبطا بعائلته وصد كل الأندية الأوروبية التي عبرت عن رغبتها في ضمه من أجل أن يظل وفيا لقميص شباب المحمدية.
نجم في الذاكرة يعتبر أحمد فرس واحدًا من اللاعبين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الكرة المغربية، ويعود له الفضل في الكثير من الإنجازات، ويُحسب لفرس أيضا، أنه ظل وفيًا لناديه، حيث لعب طوال مسيرته الكروية بنادي شباب المحمدية الذي عاش معه أزهى أيامه، وليس من المثير أن أحمد ظل يحظى لسنوات بإحترام ساكنة مدينة المحمدية، وكافة المغاربة الذين يعتبرونه واحدا من نجوم المنتخب المغربي، وبالأخص الفئة التي حضرت إبداعاته في ملاعب المغرب، والتي ظل فرس يتميز فيها بأناقته في الأداء ، وقوته البدنية مع حسه التهديفي الذي جعله يتميز عن باقي أبناء جيله. عشق لشباب المحمدية ولد أحمد فرس في مدينة المحمدية عام 1946، وانخرط في صفوف شباب المحمدية حتى أصبح واحدًا من نجوم الكرة المغربية الذين خطفوا الأضواء، وتمكن أحمد بلوغ عالم النجومية بسرعة فائقة، لينال لقب هداف البطولة ة المغربي في مناسبتين عامي 1973 و1979. وفاز فرس مع شباب المحمدية بالبطولة المغربية سنة 1980، وحمل ألوانه لمدة 17 عامًا، وحصل على عدة عروض أوروبية كبيرة، لكنه رفض الرحيل ليثبت عشقه لناديه الأم، حيث كان مسؤولو الأندية الفرنسية والإسبانية يحلون آنذاك بجلب المهاجم فرس ، لكن لا أحد إستطاع إغراء اللاعب بترك مدينة المحمدية، حيث لم يكن يعر المال أي إهتمام مفضلا البقاء إلى جانب أسرته،والتركيز فقط على مسيرته الكروية في المغرب. إنصاف بالكرة الذهبيية نجح أحمد فرس في الحصول على الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1976، ونال لقب أفضل لاعب في القارة السمراء، بعد تألقه في كأس أمم أفريقيا التي أقيمت في إثيوبيا، والتي توج بها المنتخب المغربي. وزادت شعبية أحمد فرس في الكرة المغربية، بعد العروض المميزة التي كان يقدمها، وحمل شارة عمادة الأسود لعدة سنوات، كما يعتبر الهداف التاريخي للمنتخب المغربي برصيد 42 هدفًا، سجلها بكل براعة كاتبا إسمه في تاريخ المنتخب المغربي، كواحد من أبرز الهدافين، ونجم كان بإمكانه أن يصل صداه للعالم لو أنه قبل العروض الأوروبية التي طرقت بابه، لكنه فضل البقاء في المغرب ، وعدم السير على خطى لاعبين سبقوة وإختاروا اللعب في أوروبا، دون أن يتمكنوا بعذ ذلك من النجاح مع المنتخب المغربي . أيقونة مونديالية لا شك أن قيادة أحمد فرس، للمنتخب المغربي وحصد لقب كأس أمم أفريقيا 1976، من الإنجازات التي يعتز بها كثيرًا، حيث حمل الكأس الأفريقية الوحيدة التي فاز بها ” أسود الأطلس”. ولعب أحمد فرس دورًا كبيرًا في هذا الإنجاز، عندما قاد خط هجوم منتخب الأسود، الذي شارك معه أيضًا في كأس العالم 1970 بالمكسيك، ولم يظهر فرس كثيرًا في مجال التدريب باستثاء بعض التجارب القليلة مع شباب المحمدية، وكذلك ظهوره في بعض البرامج الرياضية، حيث يعتبر من الرياضيين الذين لايستهويهم كثيرا الظهور في الإعلام، ويحرص أن تكون خرجاته أمام الصحافة قليلة ، كي يبقى عزيزا أمام المغاربة الذين يحترمونه، وهذا المعطى يؤكده أحمد لمقربيه، حيث لايخجل في التأكيد أنه لايريد الحضور في الواجهة في حال لم يتوفر على مايقوله. تم إختيار فرس من قبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ضمن أفضل 200 لاعب في القارة السمراء خلال 50 عامًا، وهو واحد من النجوم الكروية المغربية، التي قدمت الكثير للمنتخب المغربي في سبعينات القرن الماضي، لكنه ظل يعتبره إنسانا عاديا ينزل للشارع حتى إبان فترة نجومتيه ويجالس عموم الناس، بعيدا عن أي “بروتوكول” لأنه يعتبر نفسه إبن الشعب الذي يجب أن يظل في تواصل مع جميع الطبقات ماجعله يدخل قلوب الجميع.