كشف محمد اليوبي مدير الأوبئة بوزارة الصحة أن “انتشار فيروس “كوفيد -19 في المغرب في أوج المرحلة الثانية بحكم التدابير الاحترازية التي اتخذتها بلادنا، والمعطيات الصحية الحالية، بعدما ربحنا 3 أسابيع بالنسبة لدول أخرى اجتاحها الوباء، مما مكن من تحكمنا إلى حد ما في الفيروس، حتى لا يكون أكثر”. جاء ذلك، في مداخلة للدكتور محمد اليوبي، خلال حلوله مساء اليوم الأحد 12 أبريل الجاري، ضيفا على برنامج “حديث الصحافة” بالقناة الثانية، الذي يقدمه عبد الله الترابي.
ولفت اليوبي إلى أن “أنه من السابق لأوانه تقويم قرار الحجر الصحي بعد ثلاثة أسابيع من تنفيذه، وأن نقدم استنتاجات بشأنه، لأننا نعتمد على برامج معلوماتية ونرى كيف هي السيروة الجديدة للحالات”. حقيقة المؤشرات والكشف وأوضح اليوبي أن “المؤشرات الأولية تبين أنه لو لم تكن حالات العزل سيكون عدد الحالات أكثر، خاصة من الوفيات والحالات الحرجة، ويلزمنا بعض الوقت لأنه يظهر أوليا أن الرسم البياني ضغطنا عليه منذ البداية كي لا ترتفع لحالات أكثر”. ونبه اليوبي إلى أن “البؤر الحالية لحالات عائلية هي خاصية المرحلة الثانية، حيث يعادي شخص أشخاص يلتقيهم في وسط أسري على وجه الخصوص، وعلى نطاق ضيق. وكان الأمر سيتوسع أكثر بنقل الفيروس لأشخاص في العمل والمقهى والحافلة، مما يؤكد أن الإجراءات أعطت النتائج لتحد من الوباء”. وبخصوص تنامي عدد حالات الوفيات، أشار اليوبي أن “المؤشر هو عدد الحالات مقسم على عدد السكان، لنصل إلى نسبة الحدوث يوميا في المغرب مقارنة مع دول أخرى، وهو المؤشر الذي يقاس على عدد الحالات الجديدة مقارنة مع عدد السكان والنسبة المئوية”. وردا على محدودية الاختبارات المنجزة للكشف عن المصابين، أوضح اليوبي أن “استراتيجية المغرب في التصدي لهذا الوباء تقوم على الكشف المبكر (détection précoce) وليس على الاختبار الشامل (dépistage). وبالتالي فإن عدد التحاليل المخبرية المنجزة في المرحلة الراهنة تلائم استراتجيتنا. ونبه إلى أنه “قد تنجز التحاليل المخبرية ولا تظهر على أشخاص أعراض الفيروس، لكن في اليوم الموالي قد تكتشف الإصابة”. وزاد موضحا: كل مختبر يمكن أن ينجز 300 تحليل يومي، ونحن بصدد توسيع المختبرات. إلزامية الكمامة وارتفاع الوفيات ما الذي تغير في إلزامية وضع الكمامة؟ سؤال رد عليه اليوبي بالقول: التعامل مع فيروسات لا تتشابه في الخاصيات، غير أنه مع الدراسات المنجزة نرصد مكامن الضعف وآليات مقاومة هذا المرض. ووفق المعطيات العلمية وتوصيات منظمة الصحة العالمية ليست للكمامات فعالية في بداية ظهور الوباء، غير أنه مؤخرا أعلنت منظمة الصحة العالمية إن استعمال الكمامات قد تكون لها فعالية أكثر إلى جانب الإجراءات الأخرى. ولفت اليوبي إلى أن “الكمامة تضع عراقيل إضافية في طرق الفيروس، فأنا مريض إلى أن يتبث العكس وأنا معافى إلى أن يتبث العكس، ونجعل حواجز في الطريق حتى لا تنشر الفيروس. وبخصوص ارتفاع أعداد الوفيات بنسبة تقارب 7 في المائة في المغرب، اعتبر اليوبي أنه “مقارنة مع عدد الحالات المرصودة وبعض الدول التي تتوفر على أنظمة صحية متقدمة جدا فنحن في درجة أقل. وهذا راجع لكون التحليل المخبري PCR في المغرب ينجز بدقة وهو رقم أصح، وبعض الدول تستعمل الكشف للجميع والتي تجرى على جمع الأشخاص ولو لم تظهر عليهم أية أعراض وتعتبر لديهم حالات مشتبه فيها”. وأكد أن “الشخص الأكبر سنا لسيدة 96 سنة تعافت، وهناك من قضى 15 يوما تحت التنفس الاصطناعي وتشافى. وهناك عوامل تتظافر تؤدي إلى التعافي بحسب كل منطقة”. دواء الكلوروكين أفاد اليوبي أن “أي دواء له مضاعفات، والكلوروكين استعمل على نطاق واسع في المناطق التي كان فيها الملاريا، والمغرب منح شهادة منظمة الصحة العالمية بكون بلادنا خالية من الملاريا في 2010، ويستعمل هذا الدواء من قبل أشخاص حاملوه استقدموه من دول أو يتناولونه وهم متجهون لتلك المناطق”. وأشار اليوبي إلى أن “أي دواء لا يمكن أن يستعمل، حتى تتأكد أن فاعليته أكبر، والمغرب اشتغل على دراسات واستنتاج لجنة علمية تجتمع باستمرار وخبراء مشهود لهم بالكفاءة على الصعيد العالمي في اختصاصات متعددة من الأمراض التعفنية والإنعاش والجهاز التنفسي والوبائيات والفيروسات وغيرها، منحوا توصية للوزارة باستعماله واعتمدته الوزارة بتوصية. ويشرح اليوبي أنه “على ضوء هاته التوصيات، نراقب الأعراض الجانبية التي قد تظهر. غير أنه لحد الآن لم تظهر لنا أي أعراض جانبية خطيرة، اللهم بعض حالات قيء وإسهال وآلام في الرأس، كما تظهر في تناول أدوية أخرى، وليست هناك أي أعراض جانبية”. ومضى قائلا: لدينا قناعة بأن فائدته أكبر من أعراضه الجانبية التي قد تظهر ونحن نراقبها.