دعا نبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية ل”التفكير في حاضر المغرب ومستقبله الذي ينبغي أن ينطلق من إصلاح المستشفى العمومية والمدرسة العمومية، مدرسة المساواة والارتقاء الاجتماعي وتأهيل المجتمع”. جاء ذلك، في ندوة حول موضوع “الأحزاب السياسية وقضايا الساعة”، نظمتها مساء اليوم السبت 04 أبريل الجاري، مؤسسة الفقيه التطواني، عبر تقنية “المناظرة المرئية”، نشطها إعلاميون وفاعلون.
واعتبر بنعبد الله أن “ما يقع في مغرب اليوم درس يدعو لإعادة النظر في مفاهيم سيطرة العالم بعد أن قلبت كورونا كل الموازين، ويحتم علينا أن نخرج ونتكلم وننتج أفكارا وتصورات ومفاهيم، وسط نقاش حقيقي للحاضر والمستقبل لمواجهة المخاطر المحدقة، وأن نخرج من هاته الجائحة سالمين غانمين”. ودعا ل”الانفراج السياسي لأنه المدخل للخروج مما يقع اليوم، وأننا بحاجة لمراجعات أساسية من أجل التصنيع وتطوير المنظومة الصحية والتعليم العمومي، وشفافية كبرى تؤمنها الدولة”. مستقبل العمل الحزبي وبينما حذر من أن “نخرج من هاته الأزمة و تبقى دار لقمان على حالها”، دعا أمين عام التقدم والاشتراكية ل”تفادي الأخطاء وإصلاح أخطاء البلاد لبناء دولة قوية ديمقراطية، رغم أنه لا نعلم كيف ستكون الموازين بعد الخروج من الجائحة؟”. وأقر بن عبد الله بأن حزبه “ليس لديه مراجعات فكرية كبيرة، ولدينا تساؤلات كثيرة عن انتظارات المغاربة، مما يتطلب منا الاعتماد على سياسات عمومية توجه البلاد، والتركيز على الخدمات الأساسية، على كل القوى السياسية التي تؤمن بذلك أن نتعامل معها”. عجز السياسات العمومية وأقر بن عبدالله بأن برامج الدعم الاجتماعي خضعت لعدد من الحسابات السياسوية، وكان هناك ترددا وتأخر كبير، وبقينا في إجراءات تكميلية”. وسار إلى أن ما وقع “خضع لإصلاحات سياسوية، ولاعتبارات كون تنفيذ تلك الإصلاحات آنذاك ستجني منه قوى سياسية نتائج، لقد تأخرنا في ذلك كثيرا”. وأكد أن “هناك حسابات ودراسات موجودة من ذي قبل، وهو ما استعين به اليوم من أجل توزيع الدعم، الذي ستقع فيه تلاعبات مثلما سيقع ووقع في الكثير من الدول، لكن صعب أن لا تستمر فيه الدولة، لأن الأمر يتطلب توازنا للمصاريف العامة للدولة” وبخصوص قطاع الصحة، وصف ما أنجز بكونه “عمل كبير فمنذ 2010 لم نكن نتوفر سوى على مستشفيين جامعيين، لكن هناك تأخر وعجز وبنية عمومية بحاجة للأطر طبية وتمريضية”. وسار إلى أن الخصاص في المغرب كبير، وهذه هي الأولويات، وهذا استثمار في الحاضر والمستقبل. وكلما كان لدينا نظام صحي قوي ستكون الدولة مرتاحة البال، ولا يمكن لأي كان أن يزاد علينا في الأولويات، وهي الصحة والتعليم. ما دور الأحزاب في جائحة “كورونا”؟ أكد أمين عام حزب التقدم والاشتراكية أن “هناك مجهودات تبذل وباشرنا إجراءات بحس وطني، وهذا ليس وقت لتسجيل المواقف والحسابات، ما دامت أن الأحزاب بدورها في حجر صحي منذ دخول جائحة كورونا لبلادنا”. وأضاف بنعبد الله أنه “طلب من مناضليه وما زلنا لنكون قوة اقتراحية، وأن نناقش ماذا سنفعل؟ وأن نفعلها في إطار التفاعل الديمقراطي بين مختلف الفئات، وهذا ما استطعنا القيام به في زمن الحجر الصحي”. الاكتفاء الذاتي تخطيط نحو المستقبل اعترف بن عبد الله بأننا “لا نتوفر على صناعة للكمامات والمعقمات لتوفيرها زمن جائحة كورونا، وهو ما يحتم علينا أن نطور ذلك بمقاولات لتوفير تصدير تلك المواد في قطاع الصحة، لأننا نتوفر على مؤهلات”. ودعا إلى أن يطور المغرب صناعته المتقدمة مع دول إفريقية، وهو ما مكننا من الكلوروكين وبعض الأدوية، فالوضعية تحتم علينا أن ننتج ونطور اقتصادنا، حتى نصدر، وهذا لا يحتاج لمنازعة. وأشار إلى أنه منذ 20 سنة، منذ حكومة التناوب، “بقينا في موقع تلعب فيه الدولة بتوجهات كيف يمكن أن ننظم اقتصادنا الوطني، وأن نضمن أمننا الغذائي والصناعي، وكيف يمكن أن نحد من الاستيراد”.