أثار محمد دعيدعة رئيس الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية، أمام مجلس المستشارين في الجلسة العمومية التي انعقدت اليوم الثلاثاء 19 يونيو، قضية ما يتعرض له المهاجرون السود المتحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، من سوء المعاملة من طرف السلطات المحلية التي تشن حملات تمشيطية في حقهم وترحيلهم إلى الحدود الجزائرية في ظروف غير لائقة. واتهم دعيدعة في إحاطة قدمها في بداية الجلسة، الحكومة الحالية التي يقودها عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بإعلان الحرب على على المهاجرين السود، مشيرا إلى ما تعرض له العشرات منهم في الأيام الماضية في كل من الرباط والدار البيضاء والناضور وتاوريرت وغيرها من المدن المغربية من مضايقات وسوء المعاملة واعتقالات واسعة ومطاردات لم تستثن لاجئين مسجلين لدى المفوضية السامية للاجئين، كما شملت الحملة أيضا مهاجرين في وضعية قانونية، وقاصرين يتمتعون بالحماية القانونية. وطالب الفريق الفدرالي من الحكومة، اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لصون كرامة المهاجرين أيا كانت جنسياتهم وبغض النظر عن لون بشرتهم أو ديانتهم، كما طالب أيضا الحكومة، بالوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن حماية حقوق المهاجرين وعائلاتهم، وإعمال المبادئ ومقتضيات الاتفاقيات الدولية والإنسانية واحترام حقوق الإنسان. وقال رئيس الفريق الفدرالي، إن مسؤولية الحكومة ثابتة في حماية حقوق المهاجرين واحترام قرارات وتوصيات المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن "مسؤوليتنا أيضا كبرلمان قائمة من أجل إبراز مزايا وقيم المغرب الديمقراطي الحداثي، علينا جميعا مسؤولية إبراز قيم التسامح والانفتاح وليس التطرف والعنف والانغلاق". ومن جهة أخرى، عبر الفريق الفيدرالي عن قلقه لما عرفته مدينة العرائش في الآونة الأخيرة من استعمال مفرط للقوة العمومية في وجه الاحتجاجات الاجتماعية السلمية. وقرر فريق الفيدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين دعوة لجنة الداخلية للاجتماع بحضور وزير الداخلية لإعطاء كل التوضيحات والملابسات حول الأحداث الأخيرة بالعديد من المدن المغربية.