في إطار برنامج وثائقي لقناة تلفزيونية أجنبية ناطقة بالانجليزية (Presstv) عن الحراك الشعبي بالمغرب، صرح الوزير الحبيب الشوباني بكل اطمئنان واقتناع فقال: "نحن عندنا عرس ديمقراطي مستمر عكس ما يجري في الكثير من الدول" كما أضاف : " جلالة الملك له مشروعيات متعددة تاريخية و دينية و سياسية و شعبية ". الشوباني بنفسه، عندما وقع على بيان التغيير الذي نريد في أواخر مارس 2011 طالب بأمور منها : "إنهاء مظاهر وممارسات القمع المتواصلة ضد الحق في التظاهر وحرية التعبير بمختلف أشكالها، والمحاسبة الفورية لكل من أمر أو قام بتجاوزات، ومحاكمة من ثبت تورطه فيها بأي شكل." فكم مسؤولا أمنيا عن القمع تمت محاكمته فورا منذ صعود العدالة والتنمية للحكومة؟ "تفكيك الأجهزة القمعية، ومحاسبة المتورطين من قياداتها في الاعتداء على الحريات والعسف بالقانون، حاضرا وماضيا، والكشف عن كافة المعتقلات السرية وإغلاقها." فما هي الأجهزة التي أشرفت الحكومة الجديدة على تفكيكها و كم متورطا من القيادات الأمنية قامت بمحاسبته؟ "الفصل بين السلطة وبين التجارة والأعمال" فماذا عملت الحكومة في هذا المجال وخاصة على مستوى الملك الذي يتحكم في السلطة بل في كل السلط وفي التجارة بأنواعها ؟ " إلغاء كافة المراسم والتقاليد والطقوس المخزنية المهينة والحاطة من الكرامة." فماذا فعلت الحكومة غير التفرج في صمت وعجز على استفحال هذه المظاهر؟ " إن التغيير المطلوب هو التغيير العميق والجوهري، وليس تحسين ما هو قائم؛ إذ المطلوب هو الانتقال من الملكية التنفيذية إلى ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، وتكون فيها السيادة للأمة، والشعب مصدرا للسلطات." فهل ما حدث تغيير عميق و جوهري؟ وهل الملك أصبح يسود ولا يحكم أم أن تراكم المشروعيات المتعددة التي تفطن لها اليوم الشوباني حالت دون ذلك؟ هذه بعض مطالب الشوباني بلحمه وشحمه قبل أن يصبح وزيرا والتي يبدو أنه نسيها منذ أن أبهرته بهجة العرس الديموقراطي المستمر. ابتسم الشوباني وضحك ساخرا حتى سمعت قهقهته، عندما سأله الصحافي عن رأيه في المستمرين بالمطالبين بالإصلاح في الشارع، فرد عليه بأنه هؤلاء مجرد "شواذ"، وأن الملك عندما يخرج إلى الشارع يكون المشكل هو "حمايته" من الالآف الذين يتسابقون في السلام عليه وقبيل يديه! هي "سكرة" السلطة التي تعمي صاحبها عن رؤية ما يعتمل في الواقع، وتحلق به في سمواتها العالية حتى لتبدوا له مطالبه بالأمس القريب مجرد مطالب اكتشف اليوم عندما دخل الوزارة أو بالأحرى "دار العرس"، اكتشف أنها باتت "شاذة"، وكما يقول بلمثل الدارج: "حتى قط ما يهرب من دار العرس". حنظلة..