عبرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في ندوة صحفية عقدتها اليوم الإثنين 18 يونيو بمقرها المركزي بالرباط، عن قلقها من أوضاع السجناء داخل مختلف السجون المغربية التي تعرف اكتظاظا كبيرا، وكذلك من أوضاع المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء الذين يتعرضون لحملة أمنية مكثفة. وأوضح محمد النشناش رئيس المنظمة، أن ثلثي السجناء يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بدون محاكمة مما خلف حالة من الاكتظاظ، وبلغ مجموع السجناء إلى ما يفوق 80 ألف سجين في حين أن الطاقة الاستعابية للسجون المغربية لا تتجاوز 50 ألف سجين، وهو ما ينعكس على وضعية السجناء الذين يقضون عقوبات قضائية، وذكرت المنظمة أنها تقوم بالتحري والتقصي في مختلف التظلمات والشكايات التي تتوصل بها من معتقلي ما يعرف ب"السلفية الجهادية"، وأنها قامت بزيارات لعدد من السجون للوقوف على أوضاع بعض السجناء. كما أعرب النشناش عن قلق منظمته الحقوقية، من سلوك السلطات العمومية الأمنية والإدارية اتجاه المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالمغرب، وذكر رئيس المنظمة، أن طريقة الاعتقال والاقتياد إلى أماكن الحجز الإداري وشروط الحجز والبحث ومدد الاعتقال والاقتياد إلى الحدود وظروف النقل إليها عرفت ممارسات مهينة للكرامة الإنسانية وتتنافى مع الفقرة الأولى والثانية من الدستور المغربي. وأكد النشناش أن المنظمة المغربية ستقدم مذكرات إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية للمساهمة في تجاوز الهشاشة والفراغ القانوني ولتوفير حماية فعالة للمهاجرين في وضعية غير قانونية وكذا طالبي اللجوء واللاجئين. وطالبت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، بإعمال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وخاصة الشق المتعلق بعدم تكرار ما جرى خلال سنوات الرصاص من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ومعالجة القضايا العالقة في ميدان حقوق الإنسان الصادرة عن هيئة الإنصاف والمصالحة وخاصة الحكامة الأمنية وملف المختطفين والمختفين قسرا وعلى رأسهم ملف المهدي بنبركة، وأكدت المنظمة على أن الملفات السالفة الذكر تتطلب حلولا عاجلة ولا مجال لترتيب الأولويات بشأنها. ومن جهة أخرى، وجهت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان رسالة احتجاجية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" بخصوص استغلال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لقنوات الإعلام العمومية من أجل تمرير خطابه إلى المواطنين، وطالبت المنظمة بمنح الفرصة كذلك للمعارضة لكي تعبر عن آرائها من خلال القنوات العمومية، واعتبرت المنظمة ما قام به بنكيران سابقة، مطالبة من الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري لكي تقوم بدورها في هذا الشأن. ويشار إلى المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، عقدت مؤتمرها الوطني من 6 إلى 8 أبريل، تحت شعار "إعمال المساواة ضمانا لسيادة حقوق الإنسان"، وتم انتخاب المجلس الوطني للمنظمة الذي انتخب بدوره محمد النشناش رئيسا جديدا للمنظمة خلفا لأمينة بوعياش، كما تم انتخاب أعضاء المكتب الوطني الذي يعتبر الجهاز التنفيذي للمنظمة.