دعا الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني إلى إيجاد وسيط دولي ذي مصداقية قادر على الدفع بالمفاوضات في ملف الصحراء على أساس إيجاد حل سياسي لهذه القضية. وشدد العمراني في حوار مع قناة "العربية" السعودية على أن سحب ثقة المغرب من كريستوفر روس٬ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء٬ ليس له أي علاقة بالمفاوضات٬ بل له علاقة بتدبيره للملف٬ وانحيازه للطرف الآخر الذي أدى إلى الطريق المسدود٬ مبرزا أن الجولات التسع غير الرسمية السابقة لم تحرز أي تقدم٬ ووضعت المفاوضات في مأزق. وأكد العمراني أن "المغرب ملتزم بالسير بالمفاوضات السياسية حول الصحراء وفق الضوابط التي حددها مجلس الأمن٬ والتي تجمع بين روح التوافق والواقعية"٬ داعيا كل الأطراف إلى أن تحذو حذو المغرب بالالتزام بقراراته لإيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه لحل قضية الصحراء المغربية. كما دعا العمراني إلى السير بالمفاوضات حول الصحراء إلى الأمام٬ بمشاركة كل الأطراف المعنية "بكل فعالية وبحسن نية"٬ لإيجاد حل سياسي متفق عليه٬ مذكرا في نفس السياق بأن مجلس الأمن كان قد دعا إلى البدء من حيث انتهت مهمة الوسيط الأممي السابق في ملف الصحراء بيتر فان والسوم٬ والذي أكد أن خيار الاستقلال غير وارد وغير واقعي. ومن جهة أخرى٬ أكد الوزير أن مبادرة الحكم الذاتي هي "مبادرة مفتوحة" على جميع الشركاء٬ قصد المساهمة في إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء٬ اعتبارها تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي٬ والدول الفاعلة بمجلس الأمن٬ مشيرا إلى أن العديد من تلك الدول أكدت بعد أن سحب المغرب ثقته من كريستوفر روس٬ بكون تلك المبادرة جادة وذات مصداقية وأرضية لإيجاد حل لنزاع الصحراء. من جهة أخرى٬ أعرب العمراني عن رغبة المغرب في إقامة علاقات قوية مع الجزائر٬ باعتبارها دولة جارة وفاعلة في بناء اتحاد المغرب العربي٬ داعيا إلى إقامة شراكة قوية معها٬ تكون مبنية على أسس متينة قوامها الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة. وأضاف أنه من شأن تلك الشراكة أن تساهم في خلق فضاء مغاربي قوي قادر على مواجهة التحديات بالمنطقة٬ وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية. --- تعليق الصورة: يوسف العمراني