أصدرت المحكمة الابتدائية بطاطا، صباح يوم الخميس 2 يناير الجاري، حكامها بإدانة الناشط المدني، رشيد سيدي بابا، بستة أشهر حبسا نافذا مع غرامة 500 رهم، على خلفية دعوته إلى تنظيم وقفة احتجاجية تندد ب “نهب ثروات المنطقة من طرف مستثمرين خليجيين” بالمنطقة. وأكدت مصادر حقوقية، في اتصال مع موقع “لكم”، أن عدد من الحقوقيين الذين حضروا لمؤازرة رشيد سيدي بابا المعتقل، صدموا بإدانته في أول جلسة عقدت يوم الخميس 2 يناير الجاري.
وحسب المصدر نفسه، وتزامنا مع النطق بالحكم ، شهدت المحكمة الابتدائية بالمدينة، وقفة احتجاجية لعدد من النشطاء الحقوقيين الذين عبروا عن استغرابهم من إدانة الناشط الحقوقي رشيد سيدي بابا في أول جلسة، معتبرين ذلك انتهاكا لشروط المحاكمة العادلة. وانتقد المحتجون ما اعتبروه ب”الحكم الغريب والقاسي والسريع ” لناشط حقوقي طالب بحق شباب المنطقة في التشغيل وحقهم في الاستفادة من مؤهلات المنطقة قبل أن يتم اعتقاله بتهمة “إهانة موظف عمومي”. وأفاد مصدر حقوقي حضر جلسة المحاكمة، أنه بعدما أكدت هيئة دفاع الناشط الحقوقي رشيد سيدي بابا على أن هذا الأخير عبر فقط عن رأيه في إطار حرية التعبير التي يضمنها القانون، وما عبر عنه هو انتقاد لاستغلال ثروات منطقة من طرف مستثمرين خليجيين دون خلق فرص للشغل لأبناء المنطقة العاطلين عن العمل. وكان شريط فيديو قد بث على مواقع التواصل الإجتماعي لحظة توقيف الناشط الحقوقي الذي كان يقوم ببث مباشر يدعو فيه إلى وقفة احتجاجية على ما يعتبره "نهبا لثروات المنطقة من طرف مستثمرين خليجيين". وسجّلت لقاطات الفيديو الذي صور بالقرب مما يسمى ب "قصر الإماراتيين" بجماعة سيدي عبد الله بن مبارك، على بعد 60 كيلومترا جنوب طاطا وبالقرب من واحة "أقا"، لحظة تدخل عناصر من الدرك الملكي وقيامهم بتوقيف الناشط الحقوقي عندما كان يقوم بالبث المباشر لدعوته إلى التظاهر. يشار إلى أن قصر الإماراتيين" هو مجمع سكني مغلق ومحروس بني قرب واحة "أقا" بالقرب من مجرى وادي درعة، ويظم قصرا أميريا لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وعدة بنايات عبارة عن فيلات فاخرة، على بعد كيلومترت قليلة من مطار تم بناه بتمويل إماراتي، وتربطه القصر والمجمع بمدينة طاطا طريق معبدة خاصة. ويعتبر هذا المجمع بمثابة بوابة تؤدي إلى محمية كبيرة ممتدة على آلاف الهكتارات المسيجة، ويمنع على الأهالي الدخول إليها أو رعي ماشيتهم فيها، وهي مخصصة لرياضة قنص طائر الحبارى التي يمارسها الإماراتيون عند تواجدهم بالمنطقة. يذكر أن الإماراتيين يملكون أيضا محمية كبيرة في منطقة ميسور شرق المغرب، تمتد على 40 ألف كيلومتر مربع، تستعمل لتربية طائر الحبارى الذي يرتبط برياضة الصيد بالصقور التي يمارسها أمراء وأثرياء الخليج العربي.