منذ تعيينه رئيسا للحكومة والسيد عبد الإله بن كيران يفاجئ المغاربة بخرجاته الغريبة فبعد أن أكد افتقاره لكل ما يتعلق بالبروتوكول والتعامل مع ضيوف المغرب كما تبين في استقبال وزير خارجية إسبانيا سواء في طريقة استقباله والسلام عليه أو في وقوفه من جانب ضيفه ومخاطبة الصحافيين وأمرهم بالانسحاب ... أو كما تبين في استقباله لوفد وزاري من بلجيكا واعتباره لوزيرة العدل ونائبة رئيس الحكومة البلجيكية مجرد مترجمة ، وحتى عند معرفته أنها وزيرة همشها لم يكلمها ولم يعطها العناية التي تستحق كوزيرة بل ظل مشغولا بسبحته وحديثه مع وزير الخارجية البلجيكية مما كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين المملكتين .... رغم تعدد خرجاته الغريبة ظل المغاربة يأملون أن عبد الإله بن كيران سيستفيد من خلال الاحتكاك والممارسة أو من خلال تلقي دروس في التواصل والبروتوكول .. لكن الأيام تكشف كل حين أن الطبع يغلب التطبع وأن من شب على شيء شاب عليه ، وكل المغاربة يعرفون أن رأس بن كيران قد اشتعل شيبا وبالتالي من الصعب تغيير طباع الكبار يوم الثلاثاء 5 يونيو 2012 وأثناء رده على مستشاري الأمة في جلسة كانت مخصصة لمساءلة رئيس الحكومة إلا أن هذه المساءلة تأجلت بعد نقاش طويل اختلط فيه السياسي بالدستوري بالقانوني بالحقوقي ... فاجأ السيد بن كيران المغاربة من جديد : تمثلت المفاجأة الكبرى عندما أعلن أمام مستشاري الأمة وأمام كل المغاربة أنه يضبط عقارب ساعته على توقيت غرينيتش وأنه لم يضف ستين دقيقة لساعته عند قوله بالدارجة ما مضمونه :( لقد ظللت أنتظر هذه الجلسة إلى الثانية ، عفوا أقصد الواحدة لأنني لم أضف ستين دقيقة في ساعتي ولا أضيفها إلى بعد قراءة الساعة ) وكانت هذه الجملة على بساطتها بالنسبة لي - وأعتقد لكل من سمعها - زلزالا هز كياني وتفاجأت من كون رئيس الحكومة وثاني شخصية في البلاد وهو الذي صادق على قرار إضافة ساعة إلى التوقيت المغربي في مجلس الحكومة وفي مجلس الوزراء وما رافق ذلك من حملات تحسيسية وإبراز أهمية إضافة ستين دقيقة بالنسبة للاقتصاد الوطني والعلاقة مع الشركاء الاقتصاديين في الشمال والشرق .. وبعد كل تلك الخطب والمبررات يتفاجأ المغاربة والعالم أجمع أن رئيس الحكومة أول من يخرق قرارات الحكومة بعدم التزامه بالتوقيت الرسمي للمملكة ، أليس ضحكا على الذقون أن يكون رئيس الحكومة الذي فرض على جميع المغاربة إضافة ستين دقيقة ، لم يكلف نفسه عناء ضبط عقارب ساعته بل أكثر من ذلك يعلنها في قبة البرلمان وعلى شاشة التلفزيون امام كل المغاربة وكل المشاهدين من مختلف أنحاء العالم متناسيا أنه رئيس للحكومة وأنه يجب أن يقدم القدوة للأمة وأن يكون أول من يجب الخضوع لقرارات الحكومة. وعلى الرغم من أن رده كان موجزا إلا أنه كان انفعاليا مما جعل لسانه ينفلت عدة مرات منها بعد إعلانه عدم تغيير عقارب ساعته إعلانه أن همه مصلحة الدولة وليس مصلحة الشعب وأن كل همه أن تحافظ الدولة على نقاء وجهها وإن كان ذلك على حساب الشعب عند قوله : ( الدولة يمكن لأبنائها أن يعيشوا ظروفا صعبة لكن الدولة يجب أن تعيش وأن يظل وجهها منورا أمام المجتمع الدولي ...) والثالثة وأثناء حديثة عن صندوق المقاصة بيّن أن :(التوجه يسير نحو اتجاهين اتجاه تشجيع الاستثمار وتيسير الأمور على المقاولات ... واتجاه اجتماعي وهذا هو توجه العدالة والتنمية ) متناسيا أنه يتحدث في مجلس المستشارين باسم رئاسة الحكومة وليس باسم الحزب الذي يترأسه ، قبل أن ينبهه أحد المستشارين ليعلن اعتذاره وهي ليست المرة الأولى التي يعتذر فيها في هذا الرد الموجز . وأكيد أن مثل هذا الكلام لن يعجب أصدقاءه من باقي الأحزاب المشكلة للحكومة خاصة بعد ظهور خلافات بين هذه الأحزاب فمتى يتعامل السيد عبد الإله بن كيران كرئيس للحكومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟