عبرت العديد من جمعيات حماية المستهلك والنقابات المهنية لقطاع النقل الطرقي، عن استيائها وامتعاضها من الزيادة التي أعلنت عنها حكومة بنكيران بخوص أسعار استهلاك مواد البنزين والغازوال والفيول الصناعي، وعبر الغاضبون عن رفضهم لهذه الزيادات التي طالت القدرة الشرائية للمواطنين. وقال بوعزة الخراطي٬ رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك٬ إن "المستهلك سيكون الضحية الأولى والأخيرة لهذا القرار٬ مضيفا "لأول مرة في تاريخ المغرب نعيش هذه الزيادة المهولة في أسعار البنزين والمازوط". وأوضح الخراطي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن الحكومة رفعت شعار الدفاع عن القدرة الشرائية للمواطن٬ "في حين أننا نكتشف أن العكس هو الذي يقع٬ فقد تمت الزيادة في أسعار المحروقات ولم تتم الزيادة في الرواتب". ومن جانبه٬ قال محمد الحراق٬ الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لسائقي السيارات٬ في تصريح مماثل إن نقابته "ستحدد الإجراءات التي يجب عليها اتخاذها في مواجهة الزيادة الصاروخية في أسعار المحروقات التي أقرتها الحكومة٬ وذلك في الاجتماع العام الذي تعقده النقابة في العاشر من الشهر الجاري" . وأشار٬ بهذا الصدد٬ إلى احتمال مطالبة الحكومة "بتخصيص تسعيرة خاصة بوسائل النقل العمومي"٬ وقال إنه في حال العكس "إما سنلقي بالزيادة على كاهل المواطن العادي٬ او سنضطر إلى تحمل الخسائر الناتجة عن هذه الزيادة٬ وكلا الحلين لا يمكنهما حل الأزمة التي خلقتها الحكومة". وفي السياق ذاته٬ تحدث محمد بلماحي رئيس العصبة الوطنية لحماية المستهلك عن تراجع الحكومة عن الوعد الذي قطعته على نفسها من قبل٬ وقال إنها "كانت قد أكدت أنها لن تزيد في سعر المحروقات حتى السنة القادمة٬ والآن اتخذت قرارها بهذه الزيادة الصاروخية في أسعار البنزين والمازوط٬ في توقيت غير ملائم وصعب٬ ما سيكون له تأثير سلبي على المواد الاستهلاكية والغذائية والنقل الطرقي ونقل البضائع والخضر٬ وتبعا لذلك الاستهلاك اليومي للمواطن". وفسر بلماحي الأثر السلبي لهذه الزيادة بمجموعة من العوامل ك "السنة الحالية التي عرفت موسما فلاحيا صعبا وجافا٬ وتقرير الزيادة على مقربة من مناسبات يكثر فيها الإنفاق المادي للمستهلك٬ كشهر رمضان والدخول المدرسي". وطالب الحكومة بالحد من آثار هذه الزيادة على المستهلك ب"التراجع عن قرار الزيادة أو تقرير إجراءات تصب في صالح الطبقات الاجتماعية المتضررة من هذه الزيادة". وكانت الحكومة قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عن زيادة في سعر اللتر الواحد من البنزين بدرهمين وبدرهم واحد بالنسبة لسعر الغازوال -المازوط- ٬ وبررت هذه الزيادة٬ بكونها تأتي لمواجهة تقلبات أسعار المواد النفطية في السوق الدولية. وقال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري إن الزيادة في أسعار المحروقات "ستمكن الدولة من دعم الفئات الاجتماعية المعوزة مع مواصلة سياساتها في مجال الاستثمارات العمومية"٬ مضيفا أن هذا الإجراء سيسمح أيضا للدولة بتوفير4,5 مليار درهم".