وصف المتدرب السعودي الذي قتل ثلاثة أشخاص داخل قاعدة عسكرية تابعة للبحرية الأميركية في فلوريدا الجمعة قبل أن ترديه الشرطة الولاياتالمتحدة بأنها “دولة شر” في منشور على الإنترنت سبق الهجوم، وفق ما أفادت تقارير. وأسفرت عملية إطلاق النار التي وقعت داخل صف في قاعدة بينساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية في فلوريدا عن إصابة ثمانية أشخاص، بينهم عنصران في الشرطة واجها المهاجم. وقال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس إن مطلق النار عنصر في سلاح الجو السعودي. ويذكر أن 15 من 19 شخصًا تورطوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 كانوا من حملة الجنسية السعودية، تدرّب بعضهم في مدرسة للطيران المدني في فلوريدا. وذكر موقع مجموعة “سايت” الأميركية لمراقبة الحركات الجهادية أن اسم مطلق النار هو محمد الشمراني، موردا أنه نشر بيانا قصيرا على تويتر يقول فيه “أنا ضد الشر، وأميركا عموما تحولت الى دولة شر”. وأضاف بيان الشمراني “أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل كذلك ضد الإنسانية”. وذكرت شبكة “أيه بي سي” أن المحققين لا يزالون يحاولون تحديد ما إذا كان مطلق النار هو بالفعل من كتب المنشور. وتم حذف الحساب على تويتر حيث ورد المنشور الذي ندد كذلك بالدعم الأميركي لإسرائيل وتضمن اقتباسًا من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وقال ديسانتيس في مؤتمر صحافي إن الحكومة السعودية “مدينة لنا لأنه واحد من رعاياها”. وقال قائد القاعدة تيموثي كينسلا إن مطلق النار كان متدرب في مجال الطيران وواحد من “عدة مئات” من الطلبة الأجانب في القاعدة. وتم اعتقال ستة سعوديين في أعقاب العملية، بينهم ثلاثة شوهدوا وهم يصورون الهجوم بأكمله، بحسب ما أفادت “نيويورك تايمز”، نقلاً عن شخص مطلع على التحقيقات الأولية. وكان المهاجم مسلحًا بمسدس من طراز “غلوك” عيار 9 ملم اشتراه في الولاياتالمتحدة، وفق “نيويورك تايمز”. وتضمن المسدس مخزن ذخيرة إضافي بينما كان في حوزة المهاجم ما بين أربعة وستة مخازن أخرى. “جريمة شنعاء” بدوره، اتصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وندد بالعملية مؤكداً أن “مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكن للشعب الأمريكي الاحترام والتقدير”، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. ولطالما كانت المملكة بين أبرز حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما بفضل الاعتبارات الأمنية والنفط. من جهته، أكّد ترامب أن الملك سلمان اتصل به “لتقديم خالص تعازيه وتعاطفه مع أسر وأصدقاء المحاربين الذين قتلوا وجرحوا في الهجوم في بينساكولا بولاية فلوريدا”. وقال مدير شرطة مقاطعة إسكمبيا ديفيد مورغان إنه تم الاتصال بالشرطة بشأن إطلاق النار قبل وقت قصير من الساعة السابعة صباحًا (12,00 ت غ). وشبه موقع الجريمة “بموقع لتصوير فيلم. لا يمكن توقع حدوث ذلك”. وأفاد كينسلا أنه لا يُسمح لغير أفراد قوات الأمن بجلب الأسلحة إلى القاعدة، مشيراً إلى أن الكيفية التي أدخل مطلق النار المسدس من خلالها إلى المكان غير واضحة. وأفاد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه يفكر “في خطوات عدة لضمان أمن منشآتنا العسكرية وسلامة عناصرنا وعائلاتهم”، من دون تقديم تفاصيل. إطلاق النار في القواعد العسكرية نادر وقبل يومين فقط، أطلق بحار أميركي النار ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح في حوض السفن التابع لقاعدة بيرل هاربر في هاواي قبل أن ينتحر. وقال قائد عمليات سلاح البحرية الأدميرال مايكل غيلداي “كان أسبوعًا مدمراً بالنسبة للبحرية. عندما تقع المأساة كما حصل اليوم والأربعاء في بيرل هاربر، يشعر بها الجميع”. وتستضيف قاعدة بينساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية 16 ألف عسكري وأكثر من 7000 مدني وتتضمن سربًا لتعليم الطيران. وتعد بمثابة مركز تدريب مبكر لطياري البحرية. وتعتبر القاعدة مركز برامج التدريب العسكري للأجانب التابع للبحرية الأميركية. وتأسست سنة 1985 خصوصًا من أجل الطلبة السعوديين قبل أن تتسع لتشمل جنسيات أخرى. وكثيراً ما تشهد الولاياتالمتحدة عمليات إطلاق نار واسعة، إلا أن الأمر نادراً ما يحدث في المنشآت العسكرية. وفي يوليو 2015، شنّ محمد يوسف عبد العزيز هجوما في منشأتين عسكريتين في ولاية تينيسي، قُتل خلاله أربعة عناصر من المارينز وبحار. وتوصل مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أن الهجوم مستلهم من “مجموعة إرهابية أجنبية”. وقبل سنتين من ذلك قتل آرون اليكسيس 12 شخصا وأصاب ثمانية بجروح في قاعدة للبحرية في واشنطن، على بعد ثلاثة كيلومترات عن مبنى الكابيتول، قبل أن يرديه العسكريون. وقبل أربع سنوات على ذلك الهجوم قتل الميجور نضال حسن، الطبيب النفسي لدى الجيش الأميركي، 13 شخصا وأصاب أكثر من 30 آخرين بجروح في قاعدة فورت هود. واعتبرته السلطات “ذئبا منفردا” من مؤيدي تنظيم القاعدة. واستغل أنصار تشديد القوانين لمرتبطة بحيازة الأسلحة الحادثة للتأكيد على مواقفهم. وقالت المتطوعة لدى مجموعة “مامز ديماند آكشن” (أي الأمهات يطالبن بالتحرك) سيندي مارتن التي تعمل ابنتها في القاعدة العسكرية “يخاطر المحاربون القدامى والجنود الحاليون بحياتهم لحمايتنا في الخارج — لا يمكن أن يتم ترهيبهم بالعنف في الداخل”.