شرت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، أمس الثلاثاء، نتائج تقرير تحقيقها الذي تقوده في مساءلة الرئيس دونالد ترامب بغية عزله، وذلك قبل يوم من جلسة استماع تعقدها الجنة القضائية بالمجلس. واتهم التقرير – المكون من 300 صفحة – ترامب باستغلال سلطات منصبه عبر التماس مساعدة من أوكرانيا لتحقيق فائدة لحملة إعادة انتخابه في السباق الرئاسي لعام 2020.
وجاء في التقرير: “أخيرًا، الأدلة واضحة أنه بعد أن تم الكشف عن مخططه (ترامب) لتأمين المساعدة الأجنبية في إعادة انتخابه، تورط الرئيس ترامب في عرقلة صريحة وغير مسبوقة (للتحقيق) من أجل التستر على سوء سلوكه”. وقال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، ورئيسة لجنة الرقابة، كارولين مالوني، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنجل، في بيان مشترك إن ترامب “وضع شروطًا للمساعدة العسكرية الأمريكية التي تحتاجها أوكرانيا لمحاربة خصمها الروسي”. وكتب التقرير موظفو لجان مجلس النواب الثلاث. واجتمعت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب للتصويت على إقرار التقرير قبل إحالته إلى اللجنة القضائية التي ستعقد أول جلسة استماع في التحقيق في قضية المساءلة، الأربعاء. ورد البيت الأبيض سريعًا على التقرير، قائلًا إن “شيف والديمقراطيين لم يتمكنوا من تقديم دليل على ارتكاب ترامب مخالفات بعد انتهاء “العملية الزائفة أحادية الجانب”، في إشارة إلى التحقيق الذي يقوده الديمقرطيون. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان: “هذا التقرير لا يعكس شيئًا أكثر من إحباطهم”. ويجري مجلس النواب الأمريكي بقيادة الديمقراطيين تحقيقا في مزاعم إساءة استخدام ترامب سلطته الرئاسية عبر الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد أحد الخصوم السياسيين. ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليوز الماضي، طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “يهتم” بأمر جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020. ويُشتبه في أن الرئيس ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يفترض أن تتسلمها أوكرانيا بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة “غاز بوريسما” الأوكرانية. ويرفض ترامب تلك الاتهامات ويقول إنها “حملة مطاردة” ومحاولة “انقلاب ضده”، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.