قتل أربعة متظاهرين بالرصاص في جنوبالعراق الأحد في ظل تصاعد وتيرة العصيان المدني بعد قرابة شهرين من الاحتجاجات الدامية التي تعد الأكبر في التاريخ الحديث للبلاد، يقابلها غياب أي أفق لحل سياسي للأزمة. وتهز الاحتجاجات بغداد وبعض المدن في الجنوب للمطالبة ب”إسقاط النظام” وإجراء إصلاحات واسعة.
ويتهم المحتجون الطبقة السياسية ب”الفساد” و”الفشل” في إدارة شؤون العراق.
وبين القتلى الأحد متظاهران في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط. وفي هذا الشأن صرح عضو مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي “قتل متظاهران اثنان بالرصاص الحي وجرح أكثر من خمسين متظاهرا (…) جراء تعرضهم لرصاص حي وقنابل الغاز المسيل للدموع” في أم قصر التي تضم ميناء حيويا بالنسبة إلى العراق. وشهدت البلاد الأحد تصاعدا في حدة العصيان المدني في مدن الجنوب. ففي الناصرية، قام المتظاهرون بإحراق الإطارات المطاطية وقطع الجسور الخمسة التي تعبر نهر الفرات للربط بين شطري المدينة. وليل السبت الأحد، شهدت الناصرية مقتل متظاهرين اثنين بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية، حسبما ذكرت مصادر طبية، أوضحت أن 47 متظاهرا على الأقل جرحوا في المواجهات التي امتدت حتى وقت مبكر من الصباح. كما قتل متظاهرين السبت بالرصاص المطاطي في مواجهات بين محتجين والقوات الأمنية في بغداد، ما رفع إلى عشرة عدد الذين قتلوا في مواجهات من هذا النوع في العاصمة منذ ليل الأربعاء الخميس. وفي البصرة، قطع المحتجون صباحا بعض الطرق الرئيسية ومنها المؤدي إلى ميناء أم قصر الذي يعد مرفقا حيويا لاستيراد المواد الغذائية والأدوية. واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوببغداد، لتشمل حرق مبنى الوقف الشيعي، وإقفال طرق مؤدية إلى مقر شركة نفط ذي قار (شرق)، وحقل كطيعة النفطي (شمال). كما بقيت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة. وشهدت مدينة كربلاء (نحو 100 كلم جنوببغداد)، مواجهات ليل السبت الأحد بين قوى الأمن والمتظاهرين، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وتبادل الطرفان قنابل المولوتوف الحارقة، بينما اتهم محتجون قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي خلال الليل. وقال أحد المحتجين إن القوات الأمنية “تقوم برمي المولوتوف على البيوت ورؤوس المتظاهرين، وبعد ال12 بالليل يبدأ إطلاق الرصاص الحي”. وقال متظاهر آخر في كربلاء “المطالب واضحة، إسقاط هذه الحكومة الفاسدة” التي تولت مهامها قبل نحو 13 شهرا. وبلغ عدد القتلى الإجمالي منذ بدء موجة الاحتجاجات في 1 أكتوبر نحو 350 شخصا أغلبهم من المتظاهرين.