أفادت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بأنها أوفدت يوم الخميس لجنة مركزية إلى السجن المحلي رأس الماء بفاس، من أجل فتح بحث إداري للوقوف على ظروف وملابسات تسجيل منسوب إلى المعتقل ناصر الزفزافي، قائد “حراك الريف”، والمنشور بإحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، والمتداول ببعض المواقع الالكترونية . وأبرزت المندوبية ، في بيان توضيحي ، أن الهدف يكمن في “تحديد المسؤوليات بالنسبة لإدارة المؤسسة وموظفيها، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق كل من ثبت في حقه تقاعس أو إخلال في القيام بواجبه الوظيفي كما ينص على ذلك القانون، وكذا اتخاذ القرارات اللازمة في حق السجين المعني “. وتابعت أنه اتضح من خلال المعطيات الأولية التي تم الحصول عليها عند مباشرة البحث في هذا الموضوع، أن ناصر الزفزافي “استغل ادعاءه التواصل مع أقربائه من أجل إجراء تسجيل يسعى من خلاله إلى تحقيق أهداف أخرى لا تمت بصلة إلى التواصل مع ذويه في إطار الحفاظ على الروابط الأسرية معهم”. وارتباطا بنفس الموضوع، يشير المصدر، قام الزفزافي ورفاقه المعتقلون معه على خلفية مشاركتهم في “حراك الريف” بنفس السجن “برفض تنفيذ أوامر الموظفين بالدخول إلى زنازينهم، بل ذهبوا إلى حد تعنيف عدد منهم. وقد خضع الموظفون المعنفون بسبب ذلك لفحوص طبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، كما تقدموا بشكايات لدى النيابة العامة المختصة بهذا الخصوص. وقد رفض السجناء تنفيذ أوامر الموظفين بذريعة عدم السماح لأحدهم بإجراء مكالمة هاتفية، في حين كان قد سبق لهذا السجين أن استفاد من حقه في التواصل مع ذويه في نفس اليوم”. إضافة إلى ذلك، يسجل المصدر ، قامت إدارة المؤسسة بإخبار النيابة العامة المختصة كتابيا بهذه الوقائع من أجل اتخاذ ما يلزم في الموضوع. وخلص المصدر ذاته إلى أنه “لفرض النظام والانضباط داخل المؤسسة، ستقوم المندوبية العامة باتخاذ الإجراءات التأديبية الضرورية في حق هؤلاء السجناء”. الشريط موضوع التحقيق ويتعلق الأمر بتسجيل صوتي لناصر الزفزفي، رعيم “حراك الريف”، يستمر أكثر من ساعة، وهو أول تسجيل صوتي للزفزافي من داخل معتقله منذ أن اعتقل قبل سنتين ونيف. وفي هذا التسجيل يتحدث الزفزافي لأول مرة عن ما تعرض له من تعذيب أثناء اعتقاله، وهو نفس الأمر الذي سبق أن أثاره أثناء محاكمته، لكنه تسجيله موجه إلى الرأي العام وفيه كشف لما تعرض له من تعذيب وإهانة عند اعتقاله. وقال الزفزافي إن الفرقة التي اعتقلته أشبعته ضربا وسبا قبل أن يكبلوا يديه من الخلف ويسقطوه أرضا، وبعد ذلك قاموا بالتبول عليه وإسقاط سرواله وأدخلوا عصى في دبره. وأضاف الزفزافي أن أحد عناصر الفرقة التي اعتقلته أخرج قضيبه ووضعه على وجهه، وطيلة فترة تعذيبه كان عناصر الفرقة التي اعتقلته يأمرونه بأن يقول “عاش الملك”. وفي نفس التسجيل الصوتي، تبرأ الزفزافي من المسيرة التي شهدتها مدينة باريس وتم خلالها إحراق العلم المغربي، وقال الزفزافي إن الداعين لهذه المسيرة لا يمتون ل “حراك الريف” الذي يعتبر هو قائده، بأية صلة، كما أدان عملية حرق العلم، وقال إنه رغم تخليه عن جنسيته، وإسقاطه للبيعة إلا أنه لم يتخل عن وطنه ووطنيته التي يرمز لها العلم المغربي.