قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح الجمعة فور وصوله إلى القاهرة عائدا من نيويورك أنه “لا داعي للقلق” من الدعوات إلى التظاهر ضده، والتي وجهها رجل أعمال مصري مقيم في إسبانيا. وأكد السيسي الذي كان يتحدث للصحافيين من نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لا يمكن خداع المواطنين ولا داعي للقلق مصر بلد قوي بالمصريين”.
وأضاف بالعامية المصرية مقللا من شأن دعوات التظاهر “الوضع مش مستاهل خالص ( لا يستحق إطلاقا)” أي قلق. وتابع: “الشعب المصري أصبح واعيا جدا (لما يحدث حوله) وما يحدث هو صورة ترسم لتزييف الواقع (…) فلا تستمعوا إلى ما يقولون ولا تتعاملوا معه على أنه حقيقة (…) هذه صورة غير حقيقة” من دون أن يحدد الجهة التي تسعى، وفقا له، إلى “تزييف” الواقع. وتتهم وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للسيسي، جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الحملة الإعلامية ضد الرئيس المصري. وحمل السيسي مجددا “الإسلام السياسي” مسؤولية الاضطرابات في الشرق الأوسط، إذ قال خلال لقاء مع دونالد ترامب في نيويورك الثلاثاء “ستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار الحقيقي طالما مازال هناك إسلام سياسي يسعى للوصول إلى السلطة”. بالمقابل، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان الجمعة أن السلطات المصرية أوقفت “قرابة ألفي شخص” بعد تظاهرات الأسبوع الماضي، مضيفة أن السلطات حجبت “مواقع إنترنت سياسية وإعلامية كما عطلت خدمات إنترنت أخرى يستخدمها المتظاهرون للتواصل”. وقالت المنظمة نقلا عن محامين إن بين الموقوفين 68 امرأة وعددا غير محدد من الأطفال. وتابعت أن الحكومة تحتجز مئات الأشخاص في مراكز اعتقال سرية للاستخبارات وفي معسكرات لقوات الأمن أو الشرطة “غير قانونية” ولا يستطيع المحامون دخولها. وأكد المحامون أن المحتجزين متهمين “بالانضمام إلى تنظيم إرهابي” و”التظاهر بلا ترخيص” و”نشر أنباء كاذبة”. وصرحت ساره لي ويتسون مديرة الشرق الأوسط أن “التوقيفات الجماعية التي قامت بها الحكومة والقيود على الإنترنت تهدف على ما يبدو إلى ردع المصريين عن التظاهر”.