قال مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت في بيان يوم الاثنين إن ظروف احتجاز مهاجرين ولاجئين، من بينهم أطفال، في الولاياتالمتحدة روعتها. ونقل البيان عن باشيليت قولها "كطبيبة أطفال وأيضا كأم ورئيسة دولة سابقة، أشعر بصدمة عميقة لاضطرار الأطفال للنوم على الأرض في منشآت مكدسة دون توفير رعاية صحية مناسبة أو طعام وفي ظل تردي حالة الصرف الصحي".
وتحدث نواب ديمقراطيون ونشطاء في مجال الحقوق المدنية زاروا مراكز احتجاز المهاجرين على الحدود عن أوضاع بالغة الصعوبة أبرزها التكدس ونقص الماء والغذاء وغيرهما من الحاجات الأساسية. وقالت باشيليت "في معظم هذه الحالات، ينطلق المهاجرون واللاجئون في رحلات محفوفة بالخطر مع أطفالهم بحثا عن الحماية والكرامة وسعيا للفرار من العنف والجوع". وأضافت "عندما يظنون أنهم وصلوا أخيرا إلى بر الأمان، يجدون أنفسهم منفصلين عن أحبائهم ومحتجزين في ظروف مهينة. يجب ألا يحدث هذا أبدا في أي مكان". وتابعت قائلة إن حرمان البالغين من الحرية يجب أن يكون الحل الأخير وينبغي أن يكون لأقصر مدة ممكنة مع ضمانات قانونية وفي أوضاع تتفق مع معايير حقوق الإنسان الدولية. وذكرت أن احتجاز الأطفال، حتى لأقصر مدة وفي أوضاع جيدة، قد يكون له تأثير خطير على صحتهم ونشأتهم. وتقطع أعداد كبيرة من المهاجرين من دول أمريكا الوسطى، مئات الكيلومترات بهدف الوصول للولايات المتحدةالأمريكية، حيث يأملون بالحصول على حياة آمنة بعيدة عن العنف والفقر الذي يثقل كاهل بلادهم. ويتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموجة انتقادات عنيفة، بسبب موقفه الصارم تجاه الهجرة بشكليها القانوني وغير القانوني، لا سيما بعد وفاة عدد من المهاجرين المحتجزين في المراكز الأمريكية بسبب الظروف السيئة . وفي هذا الخصوص قالت كارمن مونيكو بروفيسور الدراسات الإنسانية بجامعة إيلون بولاية كارولينا الشمالية، في مقالة لها، إن مشكلة الهجرة تسببت بها الولاياتالمتحدة لنفسها، من خلال التدخلات العسكرية و الاقتصادية والعمليات السرية التي قامت بها بدول أمريكا الوسطى على مدى العقود الماضية. وفي مقالة نشرت الأسبوع الماضي، سردت مونيكو كيف أن إسقاط الولاياتالمتحدة لحكومة غواتيمالا المنتخبة شرعياً في عام 1954 في فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاوز، أشعلت حرب أهلية طويلة في البلاد.