لم يرق الزملاء في جريدة "الأحداث المغربية" أن يقوم موقع "لكم. كوم" بتصحيح المغالطة التي وقعت فيها جريدتهم عندما نشرت صورة طفل من تازة تداولتها الكثير من وسائل الإعلام على أنها تعود إلى أحداث فاتح فبراير في المدينة عندما تدخلت قوات الأمن بعنف لقمع المتظاهرين والسكان المسالمين على حد سواء، لكن الجريدة قامت بإعادة نشرها على اعتبار أنها تعود لطفل فلسطيني التقطت عام 2009 في غزة، وكتبت تحتها كتعليق على الصورة "طفل غزة". لذلك عندما قام الموقع بتصحيح هذا الخطأ، جاء رد فعلهم "محتقنا" في ركن "من صميم الأحداث"، يفتقد إلى الموضوعية والحس المهني. ورغم أن موقع "لكم. كوم" لم يسبق له أن نشر تلك الصورة، فقد صادفت زيارته لحي الكوشة بتازة إعادة نشرها على نفس الجريدة تحت عنوان عريض يقول: "جهات سياسية تستعمل صورا مفبركة لتأجيج الوضع في تازة". ورد الفعل الأولى على هذه المغالطة جاء من بعض سكان حي الكوشة الذين انتبهوا إلى الخطأ الذي وقعت فيه الجريدة، واتصلوا بموفد الموقع الذي كان موجودا بعين المكان، وأدلوه على مكان وجود الطفل صاحب الصورة والذي اتضح أنه من حي الكوشة بتازة وليس من غزة كما ادعت الجريدة، فقام الموقع بتصحيح الخطأ الجسيم الذي وقع فيه الزملاء. وقد توخى الموقع حرصا على علاقات الزمالة عدم الإشارة إلى اسم الجريدة التي نشرت هذه المغالطة، حتى لا يعتبر أنها هي المستهدفة، فالمهم بالنسبة للموقع هو تصحيح الخطأ الذي قد تستغله الجهات المعادية لحرية التعبير من أجل إذكاء حملتها المسعورة ضد وسائل الإعلام الحرة والمستقلة. وفي تصحيحه للخطأ كتب الموقع بأن الصورة تظهر طفلا يتوسل "إلى شخص ما أمامه"، ولم يكتب قط أنه يتوسل إلى شرطي أو غير ذلك كما نسبت ذلك إليه الجريدة. أما عن أسئلة الجريدة حول من التقط تلك الصورة، وأين كان يقف بالضبط ولماذا التقطت أصلا، ولأية أغراض أو أهداف أو ماشابه ذلك من قراءات تآمرية... أو أين كان صاحب الكاميرا لحظة استغاثة الطفل ولماذا لم يترك آلته وينطلق إلى نجدته... فهذه أسئلة كل ما يمكن قوله عنها هو أنه لا يليق بصحفيين مهنيين طرحها ! لا نريد تحميل الزملاء مسؤولية أكبر في توريط الحكومة في بيانها المؤسف حول أحداث تازة، فبعض التغطيات الصحفية حجبت الصورة الحقيقية عن محرري ذلك البيان الناري. واليوم ومع مرور الأيام بدأت الصورة تتضح أكثر فهاهو بيان حزب "التقدم والاشتراكية" المشارك في الحكومة يعترف بأن أحداث تازة رافقتها انزلاقات مؤسفة. أما المكتب السياسي لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، فطالب بفتح تحقيق نزيه حول تلك الأحداث التي قال إنها بدأت بمظاهرات سليمة قبل أن تتحول إلى أحدث مؤلمة. بل وحتى حزب رئيس الحكومة التي أصدرت البيان الناري، اعترف هو الآخر ب "عسكرة المدينة"، وطالب في بيان صادر عن الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم فجيج بوعرفة، برفع هذه العسكرة ! *** بقي ما هو شخصي في رد فعل الزملاء في "الأحداث المغربية"، وهو ربطهم غير البريء بين الخط التحريري لموقع "لكم. كوم" وأصول مدير الموقع الزميل علي أنوزلا الصحراوية. وهذا الربط ليس خاصا ب"الأحداث المغربية" وإنما بجسم كبير من العاملين في الصحافة وببعض المسؤولين. وهو دائما يقوم على التشكيك في وطنية كل من يتحدر من الصحراء، على اعتبار أن كل صحراوي هو خائن وانفصالي ومرتزق وهلم جرا...حتى يثبث العكس ! والعكس في نظر هؤلاء هو أن الصحراوي "الوطني" يجب أن يكون مصفقا ومطبلا ومزمرا... فقط لاغير ! وإلا لماذا لا يتم الحديث عن زيارات صحفيين آخرين سبق لهم أن زاروا مخيمات تندوف في إطار مهمات صحفية، مثل على المرابط، وأحمد بنشمسي، وامل بابا علي، ويوسف جيجلي...لاتهامهم همزا بالتآمر أو التشكيك لمزا في انتمائهم إلى الوطن ؟! حنظلة...