الوثيقة : اليسار لم يتمكن إلى حدود اللحظة من تجاوز صدمة الحكومة الملتحية كشف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن وثيقة تحمل اسم "وثيقة الاختيار الحداثي الشعبي، الوثبة الفكرية لتطوير حزب القوات الشعبية"، والتي تحمل شعار "هوية صريحة وخط سياسي واضح من أجل معارضة مجتمعية شجاعة". الوثيقة الحزبية، كما توصل بها موقع "لكم.كوم" تقع في نحو 26 صفحة، وثيقة نقد ذاتي وبحث عن هوية جديدة في ظل التحولات الوطنية والجهوية والاقليمية والمشروع السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. المرحلة تفرض بلا تردد التفاعل مع حراك شباب 20 فبراير وتبني مطالب الشباب معضلة عدم تجديد النخب أفقدت اليسار القدرة على الابداع هذا، وقد قاربت الوثيقة الحزبية علاقة التنظيم السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكونات اليسار وحركة 20 فبراير وضمن محورها الأول، وفي المحور الثاني تحدثت الوثيقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي والمشاركة الحكومية والأخطاء الثلاثة، وضمن المحور الثالث الاختيار الحداثي الشعبي ونقد الأصالة والمعاصرة، وفي المحور الرابع الانتظارات الوطنية الكبرى. الوثيقة عنونت تصدريها ب"نحن حداثيون شعبيون" اقتناعا من الحزب بضرورة العمل والتعبئة والانخراط الجماعي الفعال في التوجه الاصلاحي الهادف لاستكمال مغرب الوحدة والحداثة والتقدم والاستقرار والرفاه الاجتماعي 1. علاقة الاتحاد باليسار وحركة 20 فبراير أكدت الوثيقة على أن "سؤال الديمقراطية ما يزال مفتوحا بالمغرب، وسيبقى مطروحا حتى نخضعه لمنطق التجريب والتفعيل والممارسة". وأقرت الوثيقة على أن "فصيل اليسار المجتمعي لم يستطع تحقيق التطور الطبيعي وحمل مشروع البديل الحداثي، بخلاف التيار المحافظ الذي أتبت بالملموس سهولة ترميم مواقعه داخل مركز القرار السياسي، في حين أن اليسار لم يتمكن إلى حدود اللحظة من تجاوز صدمة الحكومة الملتحية" حسب تعبير الوثيقة الحزبية. وانتقدت الوثيقة الآليات التي اعتمدها اليسار في بنيته التنظيمية وتنمية تفكيره وأدوات الاشتغال، وأكدت على أن "معضلة عدم تجديد النخب أفقدت اليسار القدرة على الابداع". واستدركت الوثيقة ذلك بالقول "كان حريا بنا كيسار التماشي مع عمق رسالة الشعب بمختلف تجلياتها والتجاوب مع مطالب الليبرالية الاجتماعية كوصفة وسط أفرزها المجتمع ويحتضنها المجتمع... وأن المرحلة تفرض بلا تردد التفاعل مع حراك شباب 20 فبراير وتبني مطالب الشباب وتكييف الأداة والمشروع مع نبض ووعي المجتمع" 2. الاتحاد الاشتراكي والمشاركة الحكومية والأخطاء الثلاثة حصرت الوثيقة الاتحادية ثلاث أخطاء، الخطأ الأول التبسيط المفاهيمي للطبقة الشعبية (قراءة مغلوطة للماركسية)، والخطأ الثاني الاقتصادوية (اختزال العلاقات الاجتماعية في الاقتصاد بدون أي مراعاة للسياسة والثقافة), هذا التوجه، بحسب نص الوثيقة، اعتمد في طياته على ثلاث نقاط سوداء:الخوصصة، وهم الحكامة الجيدة، تضمر السياسة. أما الخطأ الثالث فيتمثل في غياب مشروع المجتمع الجديد(التعامل المغلوط مع مفهوم الانتقال). 3. الاختيار الحداثي الشعبي ونقد الأصالة والمعاصرة من خلال هذا المجال، قدمت الوثيقة قضايا جوهرية ترهن مستقبل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من قبيل: هل إشكالية الأصالة والمعاصرة علاقة بمفهومين: الماضي بحمولته التراثية والمستقبل بنظرته الطلائعية؟ إن كانت هاته العلاقة علاقة صراع بين الماضي والحاضر والمستقبل، فهل تخدم التقدم والتنمية؟ وأنها تعطل حركة التاريخ؟ وإن لم تكن بين الأصالة والمعاصرة علاقة صراع، فهل هي علاقة توفيق؟ وما حدود هذا التوفيق؟ ومستوياته؟ وغير ذلك من الإشكالات المرتبطة بالأصالة والمعاصرة وهوية الحزب واقترحت الوثيقة أن "الحداثة الشعبية" هي الحل. 4. الانتظارات الوطنية الكبرى ضمن هذا المجال ركزت الوثيقة على ثلاث انتظارات: . التأويل الحداثي للدستور؛ . الجهوية الموسعة رهان دولة ومجتمع؛ . العدالة الاجتماعية؛ من خلال المقاربة المنفعية والمقاربة الليبرالية الحديثة والمقاربة الشيوعية، وكذا مقاربة جون راوولز، ومقاربة أمارتياسين.