لم تتخذ شركة غوغل الأميركية القرار ولكنها نفذت مطالب الحكومة الأميركية فقط. ما حصل اليوم من المرجح أن يشكل ضربة قاتلة لهواتف هواوي في آسيا وأفريقيا وأوروبا والهند، بحسب ما يقوله مراقبون. في آخر المستجدات في الحرب التجارية الدائرة بين الولاياتالمتحدةوالصين، أعلنت غوغل الأميركية، اليوم، الإثنين، إلغاء رخصة أندرويد لهواتف هواوي الصينية وهواتف “أونور” الصينية أيضاً، الأقل انتشاراً.
وهذا يعني أن نماذج هواتف هواوي المحمولة التي ستصدر لاحقاً لن يكون بمقدورها الوصول إلى عدة تقنيات تؤمنها الشركة الأميركية لنظم العمل أندرويد، ربما يكون أبرزها “متجر غوغل” (Google Play Store). وأكد حساب تويتر الرسمي لأندرويد الخبر عبر تغريدة جاء فيها: “بالنسبة إلى استفسارات مستخدمي هواوي فيما يتعلق بخطواتنا للالتزام بإجراءات الحكومة الأميركية، نؤكد أننا سنلتزم بكل مطالب الحكومة الأميركية والخدمات التي نقدمها مثل “متجر غوغل” و”غوغل بلاي بروتكت” الأمنية ستبقى فعالة على هواتفكم التي تملكونها الآن”. ولكن الحساب لم يحدد مستقبل هواتف هواوي التي تعتبر ثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف المحمولة في العالم، ولا مستقبل الهواتف الحالية كذلك. فإذا كان من الممكن تحميل نسخ جديدة من أندرويد على هاتف هواوي تم شراؤه منذ فترة، فمن غير المعروف إذا كانت هذه الخدمة ستتواصل. وبحسب ما قاله تقرير صادر عن وكالة رويترز للأنباء صباحاً، وأكد عليه موقع “فيرج” الأميركي المتخصص بالشؤون التكنولوجية، إن شركة هواوي فقدت مباشرة خدمة الوصول إلى نظام تشغيل أندرويد، كما أن الهواتف الجديدة لن يسمح لها بالوصول إلى “متجر غوغل” وتطبيقات غوغل مثل “جي مايل، غوغل مابس، يوتيوب إلخ… نسخة “أوبن سورس” (AOSP) يستثني القرار الأميركي برامج “أوبن سورس” الشبيهة بنظام التشغيل أندرويد، والتي تنتجها غوغل أيضاً. وتتميز هذه البرامج بشيفرة مفتوحة للجميع. وبحسب موقع BFMTV الفرنسي، بإمكان مستخدمين هواوي اللجوء إلى “أوبن سورس” ولكن المشكلة تكمن أن لا تطبيقات فيه، علماً أن البرنامج يستخدم أساساً في الصين. ولكن “أوبن سورس” قد يسهم في حل المسألة في السوق الداخلية الصينية، ولكنه لن يجد الحل للهواتف المسوقة في العالم العربي أو أوروبا مثلاً. نظام تشغيل صنع في الصين بالنسبة لهواوي، يشكل القرار الأميركي تهديداً حقيقياً لمستقبل الشركة التجاري. وكانت الشركة تعمل على نظام تشغيل خاص بها، تحضيراً لإجراء مثل الذي اتخذه الأميركيون اليوم، كمنعهم من الوصول إلى أندرويد أو ويندوز. ولكن الشركة كانت مترددة في إطلاق النظام (وهو لم يجهز كلياً بعد بجميع الأحوال) لأنها كانت ترى في غوغل ضمانة تجارية معينة. فالحكومة الأميركية، في ظل التوتر القائم بين واشنطن وبكين، قد تعطي ثقة لنظام تشغيل أميركي تم تركيبه على هواتف صينية، ولكنها ستنظر بحذر إلى هواتف صنعت في الصين، بنظم تشغيل صينية. أي أن موقع هواوي كان براغماتياً في هذا الشأن. مواد تقنية أخرى الأمر لا يتعلق فقط بالهواتف المحمولة إنما أيضاً بمجالات تكنولوجية أخرى. فعلى صعيد الداخل الأميركي، أصبح ممنوعاً على هواوي إدخال كل المواد التكنولوجية التي تصنعها الشركة الصينية مثل اللواقط وموجهات الإنترنت (Routers) وغيرها من المعدات. وعلى الرغم من أن الشركة الصينية لا تملك سوقاً لبيع الهواتف الخليوية في الولاياتالمتحدة، إلا أنها تزود شركات اتصالات بمعدات لوجستية وتقنية أخرى. ويقول مراقبون إن هواتف هواوي ستعاني من دون رخصة أندرويد، خصوصاً في دول آسيا وأوروبا والهند وأفريقيا (أي في كل العالم تقريباً). ولكنهم يضيفون أن المعاناة لن تكون من الجانب الصيني فقط، إنما من أيضاً من جانب غوغل وأندرويد. وكانت وزارة التجارة الأمريكية أضافت هواوي تكنولوجيز و70 شركة تابعة لها إلى “قائمة الكيانات” الخاصة بها في خطوة تمنع الشركة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أمريكية دون موافقة الحكومة الأسبوع الفائت. وحثت واشنطن حلفائها على عدم استخدام معدات هواوي في شبكات الجيل الخامس المرتقبة، ولكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال إن بلاده لن تسير على خطى الولاياتالمتحدة. وتنفي هواوي أن تكون منتجاتها تشكل تهديدا أمنيا. وقالت إنها “مستعدة وراغبة في الحوار مع الحكومة الأمريكية واتخاذ إجراءات فعالة لضمان أمن المنتج”.