نجح فريق نهضة بركان طيلة مساره في منافسات النسخة الحالية لكأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، في نيل العلامة الكاملة في أغلب المباريات التي جرت على أرضية ميدانه، وهو مايحتاج إلى تأكيده خلال اللقاء النهائي الذي سيجمعه بعد غد الأحد أمام الزمالك المصري، لتحقيق فوز مريح، يقوي من حظوظه في العودة بالكأس القارية للمغرب، بعد مواجهة الاياب. التتويج بباكورة الألقاب القارية يمر أساسا عبر كسب الرهان الأول بالمغرب أمام فريق مصري متعود على النهائيات القارية، حيث سبق له التتويج بكأس عصبة الأبطال الافريقية في خمس مناسبات، غير أنه يخوض نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية لأول مرة في تاريخه.
مباراة الفريق المصري أمام نهضة بركان، تعد الثالثة له بالمغرب هذه السنة، بعد مواجهتي اتحاد طنجة وحسنية أكادير، تمكن خلالهما من العودة بشباك نظيفة، وتسجيل هدف في لقاء الاياب مكنه من تجاوز الفريقين المغربيين، رغم تقديمهما لعروض جيدة، وخصوصا فريق عاصمة سوس الذي حرمه الحكم من هدف تجاوز خط المرمى. الفريق البركاني لن يدع الزيارة الثالثة للزمالك إلى المغرب تمر دون أن يستغل أحد أهم عوامل قوته في تحقيق نتيجة ايجابية، وهو امتياز الاستقبال بملعبه، حيث ظل ملعب بركان عصيا على جميع الفرق التي زارته هذه السنة، وشهد على عودة الفريق البرتقالي بخماسية في مرمى جراف السنغالي بعد هزيمة في مباراة الذهاب بهدفين للاشيء، وخماسية أخرى في شباك غور ماهيا الكيني في دور ربع النهاية، فضلا عن اكتفاء حامل لقب المسابقة الرجاء البيضاوي بتعادل سلبي بميدان النهضة. حظ الصفاقسي التونسي لم يكن أحسن حالا، ولم تشفع له تجربته القارية وتفوقه في مباراة ذهاب نصف النهاية بهدفين للاشيء، من النجاة من فخ ملعب بركان، بعد أن حقق رجال المدرب منير الجعواني ريمونتادا تاريخية بثلاثية نظيفة، في مباراة أعلنت عن ميلاد شخصية فريق كبير قهر أحد كبار افريقيا نتيجة وأداء، ويضع نصب أعينه التتويج بلقبه القاري الاول، بعد أن أحرز لقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه. الاستقبال بالميدان ليس وحده نقطة قوة البركانيين، فالفريق تطور مع مرور السنوات، وبات الانسجام بين اللاعبين السمة البارزة التي تطغى على أدائهم، الشيء الذي جعلهم يجدون شخصية النادي الذي باستطاعته فرض أسلوب لعبه نتيجة وأداء في المواعيد الكبرى، وأمام أكبر الأندية الافريقية. شخصية الفريق القوي، وعقلية الفوز التي بات يتمتع بها نهضة بركان، اكتسبها من تطور أداء لاعبيه، وثبات مستواهم، بدءا بالحارس عبد العالي المحمدي الذي شكل أحد الأرقام المهمة في معادلة بلوغ النهضة لأدوار متقدمة، إضافة إلى المدافع البوركينابي يوسوفو دايو وعمر النمساوي صاحب التسديدات القوية، ثم نجم الفريق التوغولي لابا كودجو هداف المسابقة بسبعة أهداف، وهداف البطولة الاحترافية لحد الآن برصيد 18 هدفا مناصفة مع محسن ياجور. واضافة إلى قدرة لاعبيه على حسم نتيجة المباراة لصالحهم، سيحاول نهضة بركان استغلال الغيابات المؤثرة لنادي الزمالك أبرزها غياب الحارس الأساسي محمود عبد الرحيم “جنش” بعد طرده في إياب نصف النهاية أمام النجم الساحلي، والحارس الثاني عماد السيد بداعي الاصابة، فضلا عن الدولي التونسي فرجاني ساسي. ويدخل فريق نهضة بركان المباراة النهائية بمعنويات مرتفعة خصوصا بعد تحقيقه لفوز مثير برسم الدورة ال28، بثلاثة أهداف لهدفين، أمام الوداد البيضاوي المتأهل لنهائي عصبة الأبطال الافريقية، ومتصدر البطولة الاحترافية.