تشتهر مدينة سلا،، بمصليات كثيرة خلال شهر رمضان، من أبرزها مصلى “الانبعاث” الذي يحظى بشهرة داخل المملكة وخارجها. وتنتشر المصليات في ساحات عامة، وتستقبل رواد كثر لأداء صلاة الترويح، خلال الشهر الفضيل الذي بدأ في المغرب الثلاثاء.
جمال أمين، أحد المشرفين على أحد المصليات، يقول: “في السنة الماضية بلغ عدد مصليات سلا، التي أقيمت فيها صلوات التراويح، 13 مصلى”. وأضاف أن “المساجد قليلة وصغيرة في سلا مقارنة بكثافة السكان (المرتفعة)، لذلك تبقى المصليات بمثابة متنفس لطالبي العبادة خلال رمضان”. وسلا هي ثاني أكبر مدينة مغربية من حيث عدد السكان بعد الدارالبيضاء، ويبلغ سكانها 890 ألفا و403 نسمة، بكثافة سكانية 10 آلاف و235 نسمة لكل كيلومتر مربع، بحسب أرقام رسمية عام 2014. وتتولى لجنة من سكان أحياء المدينة تنظيف الساحات وتجهيزها بالزرابي والخيام وأجهزة الصوت والسماعات، لاستقبال المصلين. مصلى “الانبعاث” قبل أسبوعين من حلول شهر رمضان، أعلنت اللجنة المشرفة على مصلى “الانبعاث” توقفه عن استقبال المصلين؛ بدعوى احتمال سقوط أمطار. وهو ما مثل صدمة للسكان، لكون المصلى يحظي بإقبال كثيف من المصلين وبشهرة كبيرة طيلة سنوات عديدة. انطلق المصلى عام 2010، ويستقبل أكثر من 30 ألف مصلٍ من رجال ونساء، على مساحة 10 آلاف و500 متر مربع. لكن اللجنة تلقت اتصالات مكثفة من متبرعين تطوعوا لتجهيز المصلى، إذا كانت ظروف الطقس هي الحائل الوحيد دون إقامته. ويقول عبد الرحمن بن عكراش، أحد المشرفين على المصلى: “بعد نشر فيديو (عن عدم إقامة المصلى) تلقينا اتصالات من محسنين قالوا إنهم مستعدون لتغطية الساحة كلها”. ويتابع: “رحبنا بالفكرة واشترطنا عليهم تجهيزا بمعايير جيدة، لضمان سلامة المصلين بالدرجة الأولى، كما اشترطنا أن تكون الفرشة جيدة من الأسفل، تفاديا لتساقط الأمطار في ساحة غير معبدة”. وبالفعل، تم تركيب أعمدة حديدية عملاقة، ونصب أروقة مناسبة لتأمين جناح مغطى تُؤدى فيه صلاة التراويح. وحظي المصلى الشهير السنة الحالية بتجهيزات تُستعمل لأول مرة، حيث يتم رفعه على دعامات صلبة وأرضية خشبية عن الأرض بحوالي 13 سنتيمترا، لاحتمال مرور مياه أمطار من أسفله. ويتابع “بن عكراش”: “لم نكن نتصور أن تكون التغطية بهذه الجودة. لقد اجتمع محسنون فيما بينهم وساهم كل منهم بما استطاع، وتواصلوا مع شركات مختصة في تنظيم التظاهرات الكبرى لتجهيز المصلى”. واكتسب مصلى “الانبعاث” شهرة واسعة، حيث يوجد له ثلاثة أئمة رسميين، ويبدأ منتصف رمضان في استضافة قراء آخرين لإحياء ليالي شهر القرآن. وخلال رمضان الحالي سيستضيف المصلى قرّاء معروفين، منهم: عبد الكبير الحديدي، والايراوي، وهشام العظيمي، وأحمد الكرعاني، وأحمد الخالدي وخالد رياض. ويقوم على خدمة المصلى 70 متطوعا من نساء ورجال يتولون أعمال التنظيم والتنظيف والاستقبال وتوفير التجهيزات الصوتية. وللمصلى صفحة رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، للتواصل مع زواره، وبث صلاة التراويح. أجواء روحانية وغير بعيد عن “الانبعاث”، يوجد مصلى “السنبلة”، الذي يدخل سنته الرابعة، ويرتاده حوالي ستة آلاف مصلٍ يوميا، حسب أحمد بن عياد، أحد المشرفين عليه. ويتابع “بن عياد”: “هناك مصلون يختارون الذهاب إلى المصليات للصلاة في الهواء الطلق، بدلا من المساجد المغلقة، خاصة مع حلول رمضان في فصل الصيف”. كما أن “المصليات تبحث عن مقرئين مجيدين للتلاوة، وهو ما يجعلها تستقطب مصلين كثيرين، خاصة من النساء”، وفق “بن عياد”. وتتولى شؤون المصليات لجنة من متطوعين، ويتم جمع مساهمات مالية لتوفير احتياجات المصليات، مثل الحراسة والكهرباء والصوتيات وأجور الأئمة. ويتم إقامة المصليات بعد التنسيق مع السلطات الأمنية والحماية المدنية، لتفادي أي حوادث. ويضيف “بن عياد” إن “مصليات سلا ظاهرة إيجابية تضفي أجواء روحانية خلال شهر القرآن”. ويشدد على أنها “تحتاج تنظيما جيدا ولجنة مشرفة لتنظيها وفق معايير تضمن تحقيق أهدافها النبيلة، خاصة وأنها لا تخضع لأي جهة أو جمعية”.