لم يعجب جريدة "الاتحاد الاشتراكي" ما جاء في تقرير لموقع "لكم.كوم"، بخصوص الإيعاز لزعيم الحزب عبد الواحد الراضي ليسوق "مناضلي" حزبه إلى صفوف المعارضة، وذلك في إطار إعادة ترسيم الخريطة السياسية من قبل الجهات التي لم يعد يخفي على أحد تدخلها في الحياة الداخلية للأحزاب بما فيها حتى تلك التي كانت توصف ب "المناضلة". تقرير موقع "لكم.كوم" تداولته العديد من وسائل الإعلام العالمية مثل "القدس العربي" و"الباييس"، و"رويترز"، وربما يكون هذا هو ما حز في نفس كاتب تعليق "من يوم لآخر" على جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، والذي سقط بصاحبه من التعليق إلى التحامل مستعملا لغة الهمز واللمز للإساءة والقذف بدلا من التوضيح والمناقشة. ما كتبه موقع "لكم. كوم" هو أن الحزب الذي "حرن" "زعيمه" داخل بيت الحكومة عندما كان على رأس وزارة العدل، وفضل التشبث بمقعده على الوزارة ناكثا وعده ل "مناضليه" بأنه سيعتزل الوزارة عندما ينتخبوه على رأس الحزب، وبعد انتخابه تمسك بمقعده بدعوى أن الملك هو من طلب منه ذلك لضرورة وجوده بنفس الوزارة، وبعد شهور قليلة تتم تنحيته بالطريق المهينة التي يتذكرها الجميع... إن "زعيما" بهذه المواصفات لا يمكن أن يقرر من ذات نفسه الخروج من بيت طاعة الحكومة إلا بأوامر أوحي له بها. أما القول بأن صناديق الاقتراع هي من قررت خروج الحزب إلى المعارضة، فلماذا لم يخرج الحزب إذن إلى المعارضة عام 2007، ألم تكن نتائج تلك الانتخابات أسوء مما حصل عليه الحزب في الانتخابات الأخيرة؟ ثم لماذا لم يخرج الحزب إلى المعارضة عام 2002 عندما انتزع منه حقه الدستوري في رآسة الحكومة، وفضل المكوث داخل بيت الطاعة بوزرات شكلية وأحيانا بحقائب فارغة وصفها رئيسه السابق محمد اليازغي ب "الصكاضو"؟ ! لقد تابع الرأي العام كيف أقام حزب "العدالة والتنمية" الدنيا وأقعدها بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، عندما تشبث بتعيين أمينه العام، وليس شخصا آخر رئيسا للحكومة، وتابعنا مؤخرا كيف تشبث نفس الحزب بسيادة اختياره للأسماء التي ستمثله داخل حكومته رافضا أي إملاء عليه من أية جهة كانت ! أما إرث "الاتحاد الاشتراكي" الذي لخصه كاتب التعليق في "النشيد الاتحادي"، فلم يعد يحمل منه الحزب الجديد سوى الاسم ويكفي أن يتأمل "المناضلون" الجدد المنتخبين باسمه، ليكتشف أن أغلبهم "أعيان" و"متزحلقون" يسعون على أربع من أجل بلوغ المناصب وضمان الرواتب وحفظ الامتيازات...أما دم الشهداء فتفرق هدرا منذ سنوات بين قبائل الاتحاد المتحاربة فيما بينها، لكنه ما زال محفوظا في ذاكرة الوطن لأنهم أصبحوا ملكا للوطن ككل وليس مجرد "أصل تجاري" تتم المتاجرة به في كل سوق انتخابي !