قالت مصادر يوم الجمعة 30 ديسمبر، إن محاولة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل لإكمال تشكيل حكومة لتقاسم السلطة في المغرب تعطلت أساسا بسبب معارضة من دائرة الملك محمد. وفاز الحزب بأغلب المقاعد في انتخابات برلمانية يوم 25 فبراير قدم الملك موعدها بحوالي عام لمحاولة تجنب انتفاضات تجتاح العام العربي. وعين الملك محمد بعدئذ زعيم حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران رئيسا للوزراء ليبدأ محادثات مع شركاء الائتلاف بشأن الحكومة الجديدة. وجاءت الانتخابات بعد إصلاحات اقترحها القصر لتقليص السلطات الكاسحة التي يتمتع بها الملك لصالح مسؤولين منتخبين بعد احتجاجات ضغطت من اجل ملكية على النمط البريطاني أو الاسباني. ونقلت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي عن بنكيران قوله انه قدم التشكيل الحكومي للملك للموافقة عليه وان التشكيل سيعلن في 26 ديسمبر بعد أن انهي محادثات مع ثلاثة أحزاب في ائتلافه. لكن هذه التقارير قالت ان القصر غير راض عن ترشيحات بنكيران لوزيري العدل والخارجية. وأكد مصدران مطلعان على هذه العملية لرويترز ما أفادته التقارير الإعلامية. وطلب المصدران عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مسموح لهما بالحديث إلى وسائل الإعلام بشأن هذه العملية السرية. ونفى مصطفى خلفي، عضو حزب "العدالة والتنمية" أن يكون هناك تأجيل. وقال لرويترز إن مسألة تعيين الملك لحكومة جديدة ليست أمرا فوريا وان أسماء المرشحين يجب أن تخضع للمناقشة. ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم الديوان الملكي للتعليق. وقال المصدران أن بنكيران وافق على ترك مهمة تعيين وزير الدفاع للملك وكذلك منصب الأمين العام للشؤون الدينية وهو من المناصب المهمة ومستشار قانوني للحكومة. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تحد التعديلات الدستورية الجديدة من تدخل الملك في تعيين القضاة والشؤون الدينية والداخلية والدفاع والشؤون الخارجية والأمانة العامة للحكومة. وقال علي أنوزلا محرر موقع "لكم" على الانترنت إن إصرار حزب العدالة والتنمية على ترشيحاته خاصة فيما يتعلق بوزارة العدل قد يجبره على إعادة العملية من بدايتها. وربما رغب الملك في تفادي ذلك ليتفادى انهيار الآمال في إصلاحاته في الداخل والخارج. ورشح حزب العدالة والتنمية مصطفى الرميد لمنصب وزير العدل وهو ناشط حقوقي ومحام بارز كثيرا ما وجه الانتقادات لسجل الأجهزة الأمنية. وقال احد المصدرين "القصر يخشى الرميد لأنه مخالف قليلا. انه ليس مرنا بما فيه الكفاية." واتصلت رويترز بالرميد لكنه رفض التعليق. كما رشح الحزب لمنصب وزير الخارجية سعد الدين العثماني وهو طبيب نفسي. وقال المصدران إن المستشارين الملكيين الذين يقومون بالوساطة في التفاوض بين الملك وبنكيران يشعرون إن العثماني ليس المرشح الأنسب لهذا المنصب.