“أعلن اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله في مكان آمن”، بهذه الكلمات، أعلن وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، رحيل نظام الرئيس السوداني عمر البشير عن السلطة، وبدء مرحلة انتقالية في البلاد. وفي خطابه اليوم الخميس، أعلن ابن عوف ترؤسه مجلسا عسكريا يدير المرحلة الانتقالية في البلاد لمدة عامين، وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، فمن هو رئيس المجلس العسكري السوداني الجديد. رفيق درب البشير ولد ابن عوف في إحدى قرى منطقة قري شمالي العاصمة الخرطوم، والتحق بالكلية الحربية، ليتخرج منها برتبة ملازم، ضمن صفوف الدفعة 23، ونال بعدها تدريبا عسكريا في مصر، وعمل بسلاح المدفعية، كما عمل مدرسا بكلية القادة والأركان. ابن عوف (62 عاما) تدرج في مناصبه، فعمل مديرا للمخابرات العسكرية والأمن الإيجابي، ثم نائبا لرئيس أركان القوات المسلحة. وبسبب دوره في تحسين العلاقات السودانية الإريترية بعدما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات بين الدولتين، اختير بن عوف لتولي منصب مدير إدارة الأزمات في وزارة الخارجية، ومنح لقب سفير بعد تقاعده من الجيش عام 2010. ابن عوف الموالي للحركة الإسلامية، كان قريبا من انقلاب البشير عام 1989 ضد حكومة الصادق المهدي، ما أتاح له الفرصة للترقي والتدرج في المناصب العسكرية، ليعمل مديرا لجهاز الأمن، ومديرا لهيئة الاستخبارات العسكرية. موقفه من الحراك ابن عوف، الذي عينه البشير نائبا أول له في 23 فبراير الماضي ذاع صيته بعدما قال إن المشاركين في الحراك السوداني، الذي بدأ منذ دجنبر الماضي، لديهم “طموح معقول”، وتحدث عن “تقديره لأسباب الاحتجاجات”. وقال ابن عوف إن: “هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، مشددا على أنه لن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات”. وأضاف الوزير السوداني أن القوات المسلحة تقدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني. العائد من التقاعد عمل ابن عوف نائبا لهيئة أركان الجيش السوداني، وتقاعد من العمل العسكري عام 2010، وعين سفيرا بعدها في وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات، قبل أن يصبح قنصلا عاما للسودان في القاهرة، ثم سفيرا للخرطوم لدى سلطنة عمان. ابن عوف عاد إلى المؤسسة العسكرية بعد 5 سنوات من الابتعاد عنها، عندما تولى منصب وزير الدفاع الوطني عام 2015، بمرسوم جمهوري صدر من البشير، بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت ذلك العام، وفاز البشير بموجبها. خلال عمله وزيرا للدفاع، عمل على تقوية تسليح الجيش السوداني بالأسلحة الحديثة والنوعية، وعرف عنه دعمه لمشاركة قوات بلاده في عملية عاصفة الحزم، التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن. مطلوب أمريكا وداعم ل”عاصفة الحزم” في 2007 إدرج اسمه ضمن القائمة السوداء الأمريكية، عن دوره المزعوم بصفته قائدا للاستخبارات العسكرية والأمن بالجيش خلال الصراع في دارفور. وقبل ذلك في عام 2005 خلص تقرير للجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة حول الأوضاع في دارفور، إلى وضع عوض بن عوف ضمن قائمة المسؤولين عن تدهور الوضع هناك. وتكشف التقارير الأممية، أن الرئيس الانتقالي، كان حلقة وصل حينها بين الحكومة السودانية و”الجنجويد” في فترة الحرب بدارفور. وفيما يتعلق بعصافة الحزم في اليمن، يُعرف عنه دفاعه المستميت عن مشاركة قوات سودانية في اليمن، مؤكدا في مناسبات عديدة إصرار الخرطوم على بقاء جنودها باليمن ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال في مؤتمر صحفي العام الماضي، إن مشاركة القوات المسلحة السودانية في اليمن “واجب والتزام أخلاقي”.