نزل قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، كالصاعقة على المهدي منيار، بإغلاق معهده “المهدي منيار” الخاص وكل الفروع التابعة له، لعدم توفره على التراخيص اللازمة المسلمة من طرف الوزارة لمزاولة أنشطته. المهدي منيار والذي لم يتجاوز بعد ربيعه الثالث والعشرين، خلق الجدل في الثلاث سنوات الأخيرة، بطريقته الخاصة في تلقين الدروس للتلاميذ، عبر فن الخطابة والغناء لتغزو تسجيلات مصورة لدروسه مواقع التواصل الاجتماعي، لقبه بسببها المتابعون لقب “الأستاذ المعجزة”.
العشريني ابن مدينة الدارالبيضاء، دخل مجال دروس الدعم والتقوية بالصدفة وبدون الحصول على تراخيص من الوزارة، حيث كشف في لقاءات صحفية أنه وبعد نيله شهادة الباكالوريا سنة 2014/2015 بنقطة جد متوسطة، زعم أنه كان يساعد زملاءه القدامى الذين كرروا السنة، ويشرح لهم الدروس بطريقة بسيطة لتسهيل فهمها و استيعابها، عكس ما وصفه “بالطريقة المتعالية” لبعض الأساتذة، ليفاجأ بالقفزة الملحوظة لنتائج “تلميذيه”، الذين جلبا له بشكل تدريجي تلاميذ آخرين، ليصبح اليوم على رأس مجموعة مدارس تشغل أكثر من 800 أستاذ و3000 تلميذ بكل من الرباطوالدارالبيضاء والمحمدية والجديدة وحد السوالم. المهدي صرح أنه يتقاضى فقط 250 درهما مقابل ثلاثة مواد لمستوى الثانية باكالوريا. داع صيته لغرابة طريقة تدريسه، حيث يقوم بجمع عشرات التلاميذ في حجرة دراسية، ويعتلي طاولة لإلقاء الدروس عن طريقة الخطابة أو الغناء، معتبرا أن طريقته تضمن نجاح التلاميذ بنسبة 100 في المائة، وهو ما جعل مئات التلاميذ ينبهرون به ويقرون بحصولهم على نتائج جيدة بفضله، حيث قدم في مناسبات عديدة، أمثلة عن تلاميذ تصدروا نتائج الامتحانات الجهوية للباكالوريا، وتمكنوا “بفضله” من الحصول على شهادة الباكالوريا بمعدلات جيدة، في معادلة كثيرا ما وصفها “بالصعبة والمستحيلة في بعض الأحيان”. هذا، ومايعيب “نجاح” منيار، هو عدم حصوله على شهادة جامعية أو مهنية تسمح له بمزاولة المهنة، الأمر الذي يرد عليه “المعجزة” بأنه لا يعمل كأستاذ وإنما هو يقدم دروس دعم بأبسط الطرق وأسهلها ليفهم تلاميذه ويحصلوا على أعلى النقاط، مضيفا أنه مستثمر أكثر من أستاذ. ومن جهة أخرى، أثار منيار الجدل وسلط على نفسه الأضواء بشكل أكثر، عقب منحه تلميذا مبلغ 40ألف درهم كمكافأة لحفظه جميع دروس المقرر الدراسي، وبعدها حديثه عن ثروته في أحد البرامج التلفزية ما دفع العديدين لطرح الأسئلة حول مداخيله، بعد انتشار إشاعة اتجاره في الممنوعات، الشائعة التي يرفض الرد عنها مشددا على أن معاهده ومشاريع تجارية أخرى هي مصدر رزقه الوحيد. وجدير بالذكر، أن وزارة أمزازي أغلقت معاهد “المهدي منيار” الخمسة، لعدم توفره على التراخيص اللازمة المسلمة من طرف الوزارة، لتقديم دروس الدعم، وذلك في سياق حملة للوزارة قامت من خلالها بإغلاق مجموعة من المعاهد الخاصة التي لا تتوفر على التراخيص القانونية.